سماع الأغاني غير الخليعة!

المجيب د. محمد بن عبد الله الخضيري

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ 07/05/1427هـ

السؤال

هل يجوز السماع للأغاني إذا خلت من صور النساء ومن الكلام الماجن، وكان السامع لا يخشى عليه فتنة الزنا، لكن مع وجود الكلمات العاطفية (اللا ماجنة) . وما هو الرد العلمي على تحريم الآلات الموسيقية؟.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فأوصيك أولاً بتعلم أمور دينك، لتكون على بينة وبصيرة، فلا يسع المسلم هذه الأيام أن يجهل الحلال والحرام، وما افترض الله عليه معرفته، من مسائل التوحيد، وقد قال تبارك وتعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) [محمد:19] . لا سيما وقد سهل التعلم في هذه الأيام، لتوفر آلات التعلم الحديثة، التي لم تكن معهودة من قبل.

وثانياً: لا تشغل نفسك بالمناظرات، والمجادلات في مثل هذه الشبه التي يلقيها عليك الكفار وغيرهم. وإن التبس عليك أمر فعليك بوصية الله تبارك وتعالى في قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [النحل:43] ، وقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [الأنبياء:7] .

أما بالنسبة لسؤلك: فالنصوص جاءت صريحة بحرمة الغناء المشتمل على آلات اللهو والطرب، ومن الأدلة على تحريم الغناء قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين) [لقمان: 6] ، قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: قال ابن مسعود في قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال: هو والله الغناء.

ومن أدلة السنة ما ورد من حديث عامر أو أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخمر، والحر، والحرير، والمعازف" أخرجه البخاري في كتاب الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، تعليقاً بصيغة الجزم، ووصله الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في كتابه "تغليق التعليق" فهو صحيح. ولفظ (المعازف) عام يشمل جميع آلات اللهو، فتحرم؛ إلا ما ورد الدليل باستثنائه كالدف، فيجوز للنساء الضرب به في الأعياد، والأعراس،. وهذا مستثنى من عموم آلات اللهو لدلالة السنة عليه.

وقال الإمام القرطبي: (أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك. وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور، والفسق، ومهيج الشهوات والفساد والمجون! وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه) . انتهى.

وأما ما خلا عن الأصوات الموسيقية، والكلام المؤجج للغرائز، والأصوات الفاتنة فهذا مثل الشعر، فله حكمه، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015