(1) الحجامة في الأخدعين، والكاهل، وورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم- احتجم في الأخدعين والكاهل، أخرجه الترمذي (2051) وحسنه، وأبو داود (3860) وابن ماجة (3483) ، وصححه الحاكم في المستدرك (7552) ، قال أهل الطب: الحجامة على الكاهل تنفع من وجع المنكب والحلق، والحجامة على الأخدعين تنفع من أمراض الرأس والوجه كالأذنين، والعينين، والأسنان، والأنف، والحلق.
(2) الحجامة في الرأس، ففي صحيح البخاري (1836) من حديث عبد الله بن بحينة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- احتجم - بلحى جمل من طريق مكة- وهو محرم في وسط رأسه قال الأطباء: (الحجامة في وسط الرأس نافعة جداً) ، وفي صحيح البخاري (5701) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به، والشقيقة: وجع يأخذ في أحد جانبي الرأس أو في مقدمه، وبوب عليه البخاري: باب الحجامة من الشقيقة والصداع (فتح الباري10/153) .
وثبت في الأبحاث الطبية الحديثة منافع الحجامة، وفوائدها، ويوجد في هذه الدراسات تحديد دقيق لأماكن الحجامة بحسب دواعي الاستعمال، وهي متوفرة عند من يقوم بالحجامة.
ينظر الطب النبوي لعبد الملك بن حبيب الأندلسي الألبيري (ص48-55) ، زاد المعاد (4/50-62) ، فتح الباري (10/ 149-154) ، الطب من الكتاب والسنة لموفق الدين عبد الله البغدادي.
وأما الحديثان المسؤول عنهما في السؤال؛ فحديث: "نعم العادة الحجامة"، فذكره الديلمي في الفردوس (4/256) بدون إسناد، والمتقي في كنز العمال ح (28147) ، وعزاه له، وقد ساق الحافظ في زهر الفردوس (4/115) إسناده، (16/10) ، وفيه من لم أقف على ترجمته، والظاهر أن الحديث ضعيف، والله أعلم.
وأما حديث: "ما مررت ليلة أسري بي ... " فقد سبق ذكره في أثناء الجواب، وهو عند ابن ماجة من حديث أنس - رضي الله عنه- وفي إسناده جبارة بن المغلس، وهو ضعيف، وأخرجه الترمذي من حديث ابن عباس -رضي الله عنه- وفي إسناده عباد بن منصور، وهو ضعيف وأخرجه أيضاً من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه- وهو من رواية عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، ولم يسمع من أبيه كل ما رواه عنه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، ولعل الحديث بمجموع شواهده حسنٌ. والله أعلم.
هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.