المجيب وليد بن إبراهيم العجاجي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ العلم/مسائل متفرقة
التاريخ 23/2/1425هـ
السؤال
ماذا نعني بقولنا (مختصر) ، مثل: (مختصر منهاج السنة) ، هل يعني أن كثير من مواد الكتاب محذوفة، أو أن هناك أجزاء غير مهمة في الكتاب، وهل إذا أردت أن أشتري الكتاب أشتري مختصره أو الكتاب الأصلي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فسؤالك..... من شقين:
الأول: ما المراد بقولنا: مختصر؟
الثاني: هل أشتري مختصر الكتاب أو الكتاب بدون اختصار؟.
أما الجواب عن الشق الأول: فتعلم أن من عادة أهل العلم - يا أخي- في التأليف أن يبحثوا المسألة بتوسع في مواطن، ويقتصروا على الجوانب المهمة في مواطن أخرى، فتجدهم مثلاً في حالة التوسع يذكرون المسألة وأقوال أهل العلم فيها - إن وجدت- وأدلة كل قول، وما يرد على كل دليل من اعتراضات، وما يمكن أن يجاب به عنها، والآثار المترتبة على الخلاف في المسألة، وقد تكون المسألة محل وفاق فيجمع ما يمكن جمعه لها من أدلة وبراهين، ونحو ذلك، وفي مواطن الاختصار يقتصرون على ذلك القول الراجح، وأهم وأبرز أدلته، ولذا يرى بعض أهل العلم تقسيم مؤلفات أهل العلم إلى قسمين رئيسين هما: المطولات والمختصرات، وهذا بالنظر إلى نوعية المؤلف، والعالم - صاحب المؤلف- يجتهد في بيان ما يحتاجه أهل زمانه، وطلابه في الحلقة، فهم في بداية الطلب يحتاجون للمختصرات أشد من حاجتهم للمطولات؛ لسهولتها، وتيسير ضبطها، ثم بعد الترقي في طلب العلم يحتاجون إلى معرفة الأقوال الأخرى وأدلتها، وما يرد عليها من مناقشة.
كما ينبه هنا على أن أصل الكتاب ومختصره قد يكون من مؤلف واحد، والغالب هنا أن يبدأ المؤلف بالمختصر ثم يشرحه؛ لما يرى من الحاجة إلى البيان والإيضاح، مثل: كتاب بداية المبتدي في فقه الحنفية للمرغناني, وشرحها نفس المؤلف في الهداية، وقد يكون أصل الكتاب من مؤلف، ومختصره مؤلف آخر- وهذا كثير- مثاله: المقنع لابن قدامة في فقه الحنابلة، اختصره الحجاوي في زاد المستقنع.
كما ينبه أيضاً على أن كل صاحب مختصر له طريقته الخاصة في الاختصار، فمنهم من يختصر في ذكر الأقوال فيكتفي بأشهرها، ومنهم من يختصر في ذكر الأدلة، فيكتفي بأقواها عنده، وإن كانت عند غيره هناك ما هو أوقى منها.
وأما الجواب عن الشق الثاني: وهو ماذا أشتري الكتاب أو مختصره؟
فالجواب: بأن هذا راجع إلى الجانب العلمي لديك، فإن كنت مبتدئاً فالأفضل في حقك المختصرات، وإن كنت متقدماً فالأفضل لك المطولات. والله أعلم.