ومن الجوانب المهمة في طرق الدعوة إجادة عرض أدلة نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعجزاته الدالة على صدقه، والانطلاق منها على ثبوت نبوته بطرق سهلة من دون التجريح في معتقدات المدعو.
ولا يعني ذلك إهمال نظرة النصارى إلى الإسلام وتصورهم المغلوط عنه، إضافة إلى الشبه التي يتوارثونها من قديم الزمان في الطعن في القرآن أو نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والداعية في هذا الجانب ينبغي أن يستعد لأسئلة النصارى المحتملة أثناء الدعوة، فيكون قد أعد العدة لذلك، وهذه الشبهات معروفة متداولة، سواء منها ما يتعلق بالعقيدة أو بالشريعة، كمسائل فقه المرأة أو الحدود أو الرق أو مسائل الجهاد وغيرها.
وأعود لأؤكد ألا يلجأ الداعية إلى المجادلة إلا في الحالات القصوى لرد مكابر أو درء فساد منصّر، أو تبيين تهافت داعية من دعاة النصارى لخلخلة مصداقيته أوسمعته.
أما جانب الدعوة فالأمر فيها يختلف، حيث يصاحبها اللين والإحسان والرفق.
وفي هذا المجال أنصح بقراءة كتاب (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) لابن تيمية، فقد جمع هذه الكتاب أهم ما يحتاج إليه الداعية، سواء في إثبات نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو الرد على شبهات النصارى، أو نقد معتقدات النصارى، وكل ذلك بأسلوب عقلي محكم يستفيد الداعية من ذلك إذا اطلع عليه، ودوَّن أفكار الكتاب الأساسية ونقاطه الرئيسة.