المجيب عادل بن عبد الله بن أحمد العبد القادر
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ العلم/آفات المتعلمين
التاريخ 7/11/1424هـ
السؤال
أنا مُدِّرسة بالمرحلة الثانوية، أشكو من عدم القدرة على التعامل مع الطالبات، على الرغم من خبرتي الكبيرة في التعليم، وعدم جذب الانتباه والسيطرة عليهن، وأستخدم العنف فقط لحل المشاكل التربوية وشقاوتهن أحياناً، وأشعر بفجوة بيني وبينهن. أرجو إفادتي بالأساليب التربوية الصحيحة للتعامل مع الفتيات في هذه السن، ولكم الشكر والتقدير على هذا الباب وغيره وأعانكم الله.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي أنك على ثغرة هامة جداً، فأنت على وظيفة الأنبياء والرسل، وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: ذُكِر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان أحدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير" رواه الترمذي (2685) وغيره، فاحتسبي، وتحمّلي تؤجري، أما عن مسألتك فجوابي من شقين:
الأول: لا بد من أسباب للعنف والشدَّة والغلظة، فإن كانت عائلية خاصة، فاتركيها في البيت، ولا تأخذيها إلى المدرسة، وعيشي في المدرسة جوها العلمي الجميل، وإن كانت الغلظة طبعاً فيك فلتتخلصي منها بقدر ما يعينك الله، واستعيني بعد الله بالمختصين، فلن يصلح معلماًً إلا من كان حكيماً حليماً عالماً!! وخصوصاً في هذا الزمن.
الثاني: أختي الفاضلة: لسد الفجوة وجذب الانتباه أرجو اتباع الآتي:
(1) اضرعي إلى الله، وسليه الإعانة والسداد في قدر تدريسك وتعليمك، فالتوفيق بيد الله -تعالى-.
(2) عليك بالابتسامة المنضبطة ولو تصنعاً بدايةً، حتى تألفيها فتكون عادتك المطردة.
(3) التحضير الجيد للدرس يعطي المعلمة ثقة في نفسها، وإقبالاً من طالباتها، وتنتهي براحة نفسية وجودة في العطاء فتنبهي.
(4) دوماً وأبداً استخدمي مبدأ المكافأة للتحفيز، ولنظرة العقاب أثر دون رفيع.
(5) طالبة الثانوية تتعرض غالباً لمستجدات، وقد تعاني من مشاكل ورغبات، فلو قربت منها لكنت أماً حنوناً وصدراً رحباً، تفزع إليك بعد الله، فانزلي لتقربي إلى مستواها، قربيها، وامسحي رأسها، وابتسمي في وجهها، فستجدين نفسك أمها التي تفصح ولا تثق إلا بك.
(6) أختي المعلمة: أنت على ثغرة فاجتهدي على إصلاح من تحت يدك، من طالبات قد لا يصل العلماء ولا الدعاة إليهن، وأنت توجيههن، فصلاحهن صلاح الأمة، فهن زوجات المستقبل وأمهات رجاله، فما أجمل الشريط النافع، والكتيب الهادف، والنشرة المؤثرة! ولك أجر الدعوة ومثل ثواب الهداية. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.