المجيب د. علي بن حسن الألمعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
التصنيف الفهرسة/الجنايات
التاريخ 26/11/1423هـ
السؤال
شيخنا: ورد في بعض الأحاديث أن قاتل نفسه يخلد في النار، فهل يمكن اعتبار الانتحار كفرا؟ لأنه - حسب علمي - لا يخلد في النار سوى الكافر، أم أن ذكر الخلود في النار كناية على مكوث طويل ثم يصير بعده إلى الجنة؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً فيها ... " الحديث - البخاري (5778) ومسلم (109) وهذه كبيرة من كبائر الذنوب والمنهج الحق في هذه الكبيرة وغيرها من الكبائر أن مرتكبها إذا كان من أهل القبلة المؤدين للصلاة المسلم لا يكفر بفعل الكبيرة، ولا يخرج من الإسلام بذلك، ولا يخلد في النار إذا مات موحداً وإن لم يتب، وهو في مشيئة الله وحكمه إن شاء غفر له وعفا عنه بفضله، وإن شاء عذبه في النار بعدله ثم يخرجه منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، وهذا ما دلت عليه نصوص الوعيد من الكتاب والسنة.
وقد بين العلماء أن المراد بالخلود المكث الطويل وليس المكث الدائم، وأن مثل هذه المعصية سبب ولكن قد يوجد مانع يمنع من وقوع الحكم، وأن الوعيد يجوز إخلافه، لأنه انتقال من العدل إلى الكرم، وهذا كرم من الله، والمهم في هذا الباب ملاحظة قواعد مهمة تحدث فيها العلماء كثيراً وهي مبسوطة في كتب العقائد والله أعلم.