وفي مسند أبي يعلي (945) عن أسيد بن حضير قال: أتاني أهل بيتين من قومي، فقالوا كلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم لنا أو يعطينا، أو نحو من هذا فكلمته فقال: "نعم أَقْسِمُ لكل أهل بيت منهم شطراً فإن عاد الله علينا عدنا عليهم" قال: قلت: جزاك الله خيراً يا رسول الله قال "وأنتم فجزاكم الله خيراً فإنكم - ما علمتكم- أعِفَّةٌُ صُبُرٌ ".
وأبلغ دعاء للصحابة -رضي الله عنهم - لعمر - رضي الله عنه - لما طعنه أبو لؤلؤة، كما في المعجم الكبير للطبراني (10/266) : عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال لما طعن عمر - رضي الله عنه - قال له ابن عباس - رضي الله عنهما - يا أمير المؤمنين جزاك الله خيراً أبشر قد دعا لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعز الله بك الدين.
فهذا الدعاء الذي ورد في السنة وعلى ألسنة السلف الصالح، وهو أبلغ من قول جزاك الله ألف خير، والتحديد بألف ليس أبلغ، ولا يحدد مقدار الثواب والجزاء في الدعاء بعدد لأن الله يضاعف لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ولأن هذا التقدير أو التحديد بعدد لم يرد في السنة ولا عند السلف -رحمهم الله- ولأن هذا ليس من التكثير كما يظنه البعض، فعفو الله وخيره وثوابه أكثر، وفضله لا يعد ولا يحصى، والتحديد بعدد فيه تقليل لا تكثير، فلا يبخل المسلم على أخيه وهو يظن أنه قد أراد التكثير، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.