المجيب عبد الحكيم محمد أرزقي بلمهدي
كلية الشريعة/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/ الدعاء/فضل الدعاء
التاريخ 2/9/1424هـ
السؤال
أريد التأكد من مدى صحة الكلام الآتي: ساعة الاستجابة هي الساعة التي ولد فيها النبي - صلى الله علية وسلم -، وهي الساعة التي يجتمع فيها أهل الديوان - والديوان يكون بغار حراء الذي كان يتعبَّد فيه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -وهذه الساعة تكون في الثلث الأخير من الليل، وهي التي وردت فيها الأحاديث الشريفة: "ينزل ربنا كل ليلة عندما يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول من يدعوني فاستجيب له". كتب سيدي أحمد بن المبارك في ص 328 من كتاب (الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز الدباغ) رضي الله تعالى عنه: (من أراد أن يظفر بهذه الساعة فليقرأ عند إرادة النوم: الآيات من 107 إلى آخر سورة الكهف، ويطلب من الله أن يوقظه في الساعة المذكورة فإنه يفيق بإذن الله. من كتاب مفاتيح الخير لترويح القلوب. أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الدعاء عبادة من العبادات التي شرعها الله تعالى، قال تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" [غافر: 60] ، وقال: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" [البقرة: 186] ، وشرط له شروطاً يجب تحقيقها لقبوله، وحد له حدوداً لا يجوز تعديها وإلا رد على صاحبه، وقد خصَّ الله تعالى بعض الأمكنة والأزمنة بمزية فضل، فجعل الدعاء فيها أو عندها مظنة الإجابة، وساعات الإجابة أخفاها الله تعالى عن العباد كما أخفى ليلة القدر واسمه الأعظم والساعة التي في يوم الجمعة، والحكمة في ذلك والله أعلم حث العباد على الاجتهاد في الطلب واستيعاب الوقت بالعبادة، بخلاف ما لو تحقق الأمر في شيء من ذلك لكان مقتضيا الاقتصار عليه وإهمال ما عداه.