معنى: "إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ "

المجيب د. محمد بن سريّع السريّع

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات

التاريخ 4/6/1424هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما معنى قوله تعالى "هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ"، هل يأتي الله سبحانه وتعالى مع الغمام والملائكة أم أنه يرسل الملائكة الموكلة بحمل الغمام يوم القيامة ويأتي هو بما شاء؟ وهل يكون ذلك يوم الحشر والمؤمنين والكافرين مع بعض؟ أم أن ذلك مخصص للمؤمنين؟ وهل هذه الآية آية تخويف ووعيد أم أنها آية رحمة؟ أفيدونا وجزاكم الله خيراً.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمراد أن هؤلاء المكذبين ما ينظرون إلا إتيان الله يوم القيامة، فهو استفهام بمعنى النفي المتضمن للإنكار، فهم في غيهم سادرون وفي شهواتهم غارقون، ما ينتظرون إلا هذا الموقف العصيب يوم القيامة، حين يشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ربه أن ينزل لفصل القضاء بين الخلائق، بعد أن يصيبهم من الكرب والشدة شيء عظيم، فينزل جل وعلا مع الغمام - وهو السحاب الأبيض - وتنزل الملائكة وحملة العرش والكروبيون.

وهذا الموقف - كما سبق - يكون يوم القيامة والناس جميعاً محشورون مؤمنهم وكافرهم برهم وفاجرهم، وهذه الآية فيها تخويف شديد للمجرمين الذين بارزوا الله تعالى بالمعاصي، وخالفوا أمره وارتكبوا نهيه، كما أن فيها طمأنينة للمؤمن الذي يحب لقاء الله الذي أحسن العمل في الدنيا فأحسن الظن بربه عز وجل.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل الصالح الذي يرضيه، وأن يتغمدنا برحمته إنه غفور رحيم، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015