افترى على أخيه المسلم كذباً، فكيف يتوب؟

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/التوبة

التاريخ 25/11/1424هـ

السؤال

إذا افترى مسلم على أخيه كذباً، وحدَّث بهذا الكذب أشخاصاً آخرين وصدقوا كذبه، ثم أراد أن يتوب فماذا يلزمه كي تكتمل توبته؟.

الجواب

لقد حرم الإسلام الكذب، وجعله من صفات المنافقين كما في الصحيحين البخاري (34) ومسلم (58) من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها، إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر".

ويشتد الكذب خطورة حين يترتب عليه إيذاء للآخرين، أو امتهان لهم، أو خوض في أعراضهم، ويزداد الأمر سوء حين يروج الكذب على الآخرين، وينتشر أثر الأكذوبة في أوساط الناس، فتسوء سمعة المكذوب عليه، ويتأذى بذلك أيما إيذاء.

وأنت - يا أخي - قد أخطأت في حقّ أخيك المسلم بافترائك عليه، فعليك الاعتذار منه، وطلب العفو والصفح الجميل إن غلب على ظنك حسن استجابته، وكريم مسامحته، وإلا فأكثر له من الاستغفار، والدعاء بظهر الغيب.

ويلزمك كذلك بيان حقيقة الأمر للأشخاص الآخرين الذين حدثتهم بتلك الأكذوبة حتى تبرأ ذمتك.

وأنصحك بالتوبة النصوح من كل ذنب، وخاصة الكذب، وللتوبة شروط وهي:

1- الإخلاص والصدق لله -تعالى- في التوبة.

2- المبادرة بها الآن قبل فوات الوقت.

3- الإقلاع عن الذنوب إلى غير رجعة.

4- الندم على ما جرى منك من تلك الذنوب.

5- العزم على عدم العودة إليها مستقبلاً.

6- أن ترد الحقوق لأهلها إن كانت الذنوب تتعلق بالناس، ومثاله كذبك على إخوانك المسلمين، أو سبهم، أو أخذ أموالهم، فتعيد الحقوق لأصحابها؛ عسى الله -تعالى- أن يقبلها منك، هذا وأسأل الله لي ولك توبة نصوحاً ولسائر المسلمين والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015