المجيب د. رفعت فوزي عبد المطلب
رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
التصنيف الفهرسة/ السيرة والتاريخ والتراجم/مسائل متفرقة في السيرة والتاريخ والتراجم
التاريخ 14/03/1426هـ
السؤال
هل كان للرسل والأنبياء قوة جسمية خاصة، أم أنهم كانوا أناسًا عاديين؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
أولاً: اعلم ـ أخي الكريم ـ أن الأنبياء صلوات الله عليهم ـ وإن كانوا بشراً من البشر ـ يأكلون ويشربون، ويصحون ويمرضون، وينكحون النساء، ويمشون في الأسواق، وتعتريهم العوارض التي تمر على البشر من ضعف وشيخوخة وموت.. إلا أنهم يمتازون بخصائص، ويتصفون بأوصاف عظيمة جليلة، هي بالنسبة لهم من ألزم اللوازم، ومن أهم الضروريات، وهذه الصفات هي كما يلي:
1. الصدق.
2. التبليغ.
3. الأمانة.
4. الفطانة.
5. السلامة من العيوب المنفرة.
6. العصمة.
والصفة الخامسة على وجه الخصوص هي من خصائص الأنبياء الكرام، فإنه لا يمكن أن تكون فيهم عيوب خَلْقية أو خُلُقية، تنفر الناس من الاجتماع بهم، أو اتباعهم والسماع لدعوتهم، كما أن الأمراض المنفرة -كالبرص والجذام، والتشويه الجسدي- لا تكون في أحد من الأنبياء.
ثانياً: وردت إشارات قرآنية تدل على قوة الأنبياء البدنية، مثل سيدنا سليمان وسيدنا داود الذي هزم جالوت بجبروته وقوته ما يدل على قوة داود الجسمية، وكما ذكرت إحدى بنات شعيب، وهي تطلب من أبيها استئجار موسى {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} [القصص:26] ، وقوله تعالى في قصة موسى مع الرجل الذي استغاثه من عدوه {فوكزه موسى فقضى عليه} [القصص:15] ، وقوله عن سيدنا إبراهيم في تكسيره للأصنام {فراغ عليهم ضرباً باليمين} [الصافات:93] ، وقوله ـ كذلك ـ عن إبراهيم وإسماعيل {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} [البقرة: 127] مما يدل على قوتهما البدنية ـ عليهما السلام، والأمثلة في ذلك عديدة.
كما وردت أحاديث تدل على بسطة في الجسم وقوة للأنبياء، منها ما أخرج البخاري (6227) ومسلم (2841) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً.
وزاد أحمد (8524) من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً: في سبعة أذرع عرضاً، قال: فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم. فقالوا السلام عليك ورحمة الله، قال: فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن.