ومما تقدم يُعلم أن (سام) ممن نجا مع أبيه، فهو من أصحاب السفينة وهو من المؤمنين، فإن الذين كفروا بنوح من أهله زوجته وأحد أبنائه ويسميه المؤرخون (كنعان) ، واسمه في التاريخ (كنعان) ، كما قال تعالى:"ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين" [هود:42] إلى قوله سبحانه:"ونادى نوح ربه فقال إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح" [هود:45-46] ، وأما امرأته فذكر الله حالها ومآلها بقوله:"ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين" [التحريم:10] ، ولهذا قال سبحانه:"حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول" [هود:40] وفي الآية الأخرى قال:"إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون" [المؤمنون:27] ، وأما التسمية بـ (سام) فلا بأس بها، وكذلك باسم (سيرين) وسيرين اسم أعجمي، وهو اسم لأحد ممن سبي في جهاد المسلمين للكفار في عهد التابعين، وهو والد محمد بن سيرين وأنس بن سيرين وحفصة بنت سيرين وكلهم من الصالحين، رحمنا الله وإياهم أجمعين، والله أعلم.