الصحابة ودخول النار

المجيب د. أحمد بن عبد اللطيف العبد اللطيف

الأستاذ بقسم العقيدة بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/ السيرة والتاريخ والتراجم/الصحابة الكرام

التاريخ 25/3/1424هـ

السؤال

فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

نحن نعلم أن من عقيدة أهل السنة والجماعة الترضي على الصحابة -رضوان الله عليهم- وأنهم جميعاً قد رضي الله عنهم وأن لهم الحسنى، فهل من عقيدة أهل السنة والجماعة عدم دخول جميع الصحابة النار بتاتاً إلا المرور على الصراط؟، وأن ذنوبهم جميعها مغفورة؟ أرجو توضيح ذلك.

الجواب

يعتقد أهل السنة والجماعة، أن الصحابة -رضي الله عنهم- جميعهم عدول، وأن الله أنزل في حقهم "رضي الله عنهم ورضوا عنه" [البينة: 8] ، والصحابة -رضي الله عنهم- متفاوتون في الدرجة والمنزلة، فلا يعتبر من أسلم بعد الفتح كمن أسلم قبل الفتح وقاتل، وبهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: لخالد بن الوليد - رضي الله عنه-: "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه" أخرجه البخاري (3637) ، ومسلم (2541) ، من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه، ولا يعتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة العصمة لا من الكبائر، ولا من الصغائر، فيجوز أن يقعوا في الكبائر وقد أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- في عهده الحد في مرتكبي الزنا والسرقة، وإذا جاز في حقهم ارتكاب الكبيرة فإن أهل السنة والجماعة لا يجزمون أن من ارتكب الكبيرة محرزاً من وقوع العذاب عليه فضلاً عن الخلود في النار، فمرتكب الكبيرة تحت مشيئة الله إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له، وإن عذبه لا يخلد في النار، ولا يسلب عنه مسمى الإيمان، قال تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" [النساء: 48] ، وهناك أسباب كثيرة لتكفير السيئات منها الحسنات، وفيها المصائب، ومنها التوبة ومنها دعاء المؤمنين ومنها الشفاعة، وعليه فلا يستطيع أحد أن يجزم لمعين ارتكب كبيرة باستحقاقه العذاب أو النجاة، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015