والداها يصران على تكسبها من رسم الشخصيات الكرتونية

المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /التصوير والتمثيل

التاريخ 22/10/1424هـ

السؤال

السلام عليكم.

سألتكم قبل مدة عن حكم الرسم والتصوير، وأفتيتموني بحرمة ذلك.

وأنا أرسم الشخصيات الكرتونية.

وقد أخبرت والدي بالفتوى، وبينت لهم قول الله سبحانه وتعالى:"ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" لكنهما رفضا بالقول إنهم فقراء وبحاجة ماسة للمال الذي أحصل عليه من هذه المهنة، وأنا لا أتقن أي مهنة أخرى.

أنا الآن في حيرة أشعر أنني واقع في معصية، لكن لا أحب مخالفة والدي، وكذلك أعرف وضعي المالي الصعب، فماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

اسأل الله أن يجعل لك من كل هم فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كلِّ بلاءٍ عافية.

إليك التفصيل في رسم المخلوقات:

فكل ما ليس فيه روح فيجوز رسمه مطلقاً، كالجبال والشجر والشمس والقمر ... إلخ، ويدل لذلك ما أخرجه البخاري (2073) عن سعيد بن أبي الحسن , قال: كنت عند ابن عباس -رضي الله عنهما-, إذ أتاه رجل , فقال: يا ابن عباس , إنما معيشتي من صنعة يدي , وأنا أصنع هذه التصاوير. فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من صور صورة , فإن الله معذبه عليها يوم القيامة , حتى ينفخ فيها الروح , وليس بنافخ أبداً ". قال: فربا الرجل ربوة شديدة ـ أي ذعر وامتلأ خوفاً ـ , واصفر وجهه فقال ابن عباس " ويحك , إن أبيت إلا أن تصنع , فعليك بالشجر , وكل شيء ليس فيه روح".

كما يدل على ذلك أيضاً حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وسيأتي قريباً.

وأما ما فيه روح ـ وهو الإنسان والحيوان ـ ففيه تفصيل:

فرسمه بلا رأس جائز؛ لأنه بدون الرأس لا حياة له، فيصير كهيئة ما لا روح فيه، كالشجر وغيره. ويدل لذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أتاني جبريل عليه السلام فقال لي أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب. فمُرْ برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتين منبوذتين توطآن، ومر بالكلب فليُخرج ففعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أحمد (8032) ، والترمذي (2806) ، وأبو داود (4158) .

والشاهد قوله: (فمُرْ برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة) وهو يدل على أن رسم كل ذي روح بلا رأس جائز؛ لأنه يصير بلا روح، كهيئة الشجر.

وكذلك لو رسم رأس إنسانٍ أو حيوانٍ بلا جسد فلا بأس به على الأظهر؛ لأن الرأس بلا جسد لا روح فيه، فهو كالجسد بلا رأس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015