المجيب د. خالد بن عبد الله القاسم
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /التصوير والتمثيل
التاريخ 12/6/1423هـ
السؤال
أنا شاب مهتم بقضايا الفن الإسلامي من تمثيل وإنشاد وقصائد وبرامج أطفال، أريد أن أسأل فضيلتكم بعض الأسئلة عن مجال اهتماماتي بجانب اهتمامات أخرى من حفظ للقرآن ومدارسة السنة، وأرجو يا شيخنا الحبيب على قدر استطاعتكم الإسهاب في الإجابة إذا احتيج للإسهاب؛ لأني أريد أن أنطلق من منطلقات واضحة، ولأن هناك من يخطّئني أحياناً، وأنا في الأصل لا أنظر لنظر الناس، ولكن أنظر بنظر أهل العلم والبصيرة وهو ما أدين الله به.
ما رأي فضيلتكم في المهرجانات الإنشادية والتمثيلية خالية من المحظورات الشرعية مثل الآلات الموسيقية أو اختلاط الجنسين الرجال والنساء، أو الكلمات البذيئة من الحب والغرام، والله يحفظكم ويرعاكم.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
إنشاد الشعر والحداء باللحن موجود على زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أن هناك ضوابط يجب الالتزام بها:
أولاً: ألا يصاحبها آلات موسيقية؛ لقوله -عليه السلام-:"ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" رواه البخاري (5590) .
ثانياً: ألا يشتمل على كلمات تدعو إلى الفجور والزنى فإن ذلك محرم بإجماع العلماء.
ثالثاً: ألا يغلب على الإنسان، فإن في ذلك صداً عن ذكر الله، وقد قال الله -تعالى-:"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ" [لقمان:6] وقد فسّره ابن مسعود وابن عباس بالغناء، وقد قال -عليه السلام-:"لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً يريه خير من أن يمتلئ شعراً"رواه البخاري (6155) ومسلم (2257) .
رابعاً: ألا يتخذ ذلك كله رجاء التقرب إلى الله كما يفعله الصوفية في تجمعاتهم وموالدهم.
خامساً: ألا يصاحبه أي منكر آخر كاختلاط الرجال بالنساء أو إظهار النساء لمفاتنهنّ أو أصواتهنّ الفاتنة.
أما إنشاد الشعر الخالي من كل منكر فلا شيء فيه.
وقد يكون مندوباً إذا شجع على مكارم الأخلاق والأعمال الصالحة وعلى الجهاد في سبيل الله، وكان حسان بن ثابت ينشد الشعر بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي مسجده، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشجعه على ذلك، انظر: البخاري (453) ومسلم (2485) .
وما يتعلق بالمهرجانات الإنشادية فيفضل أن يكون فيها ذكر لله -تعالى- من قراءة القرآن وموعظة نافعة أو يصاحبها فقرات علمية نافعة، وألا تكون مهرجانات للإنشاد والتمثيل خالصة، والله الموفق لكل خير.