إنشاء موقع دعوي بالإنجليزية

المجيب د. خالد بن عبد الله القاسم

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /وسائل الإعلام

التاريخ 16/2/1425هـ

السؤال

فكرت مع عدد من الشباب في بناء موقع يقوم على الدعوة باللغة الإنجليزية، ومن أجل جذب القراء سواء من يقرأ باللغة العربية أو الإنجليزية قررنا أن يكون المنتدى متعدد المجالات، فيتم ترجمة المواضيع الثقافية المختلفة والمواضيع العامة إلى اللغتين، أي أنه لن يختص بالدعوة، ولن نعلن أنه خاص بها؛ بل إنه سيكون ظاهريًّا منتدى للتبادل الثقافي والعلمي في مختلف المجالات؛ لكي يتواجد أكثر عدد من قراء كلتا اللغتين، وأن تكون الدعوة على شكل مواضيع عامة، ونفكر بإدخال برنامج التشات الصوتي من أجل إقامة محاضرات للدعاة بكلتا اللغتين، بالإضافة إلى المعلومات العامة التي تأتي عن طريق المسابقات، ولكن نخشى أن تكون مكاناً للمعاكسات أثناء غياب المراقب.

فهل ما نقوم به عمل جائز أم يدخله شيء من التحريم؟. حفظكم الله ورعاكم، وجعلكم ذخراً لأبناء الأمة الإسلامية.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:

إذا كانت المصلحة غالبة والمواضيع المترجمة والمختارة بالجملة نافعة، فلا يعكر عليها وجود بعض المواضيع الأخرى التي تهدف إلى طرح الآراء المختلفة، ولو كانت منحرفة بشرط ألا تروج للكفر والإلحاد، وهذا إذا كان الموقع نخبوياً للمثقفين، ليتبين في النهاية الآراء الصائبة من الخاطئة، أما إذا كان يستهدف عوام الناس فلا بد من الاحتياط حتى لا يتأثر الناس بالآراء المنحرفة، وذلك أشبه بالكتب في المكتبة التي يقرؤها المثقفون، والذين لديهم حصانة كافية وقدرة على تمييز الآراء، أما نقل الأدلة المنحرفة والشبهات الفاسدة لمجرد الإثارة وجلب المزيد من القراء؛ فهذا لا يجوز حتى لا يكون الموقع وسيلة لنشر الفساد والشبه وترويجها، وهذه الأمور تقدر بالمصلحة، فما غلبت مصلحته والانتفاع به جاز وتحمل ضرره القليل في جنب المصلحة الغالبة، وما غلبت مضرته على منفعته فإنه تفوت تلك المنفعة لدرء تلك المضرة، والإسلام جاء لتحصيل المنافع ودرء المفاسد قدر الإمكان، قال - سبحانه - عن نبيه - صلى الله عليه وسلم-: "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث" [الأعراف: 157] .

وإذا اشتبه الأمر فإن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وبالنسبة للموقع المشار إليه فلا تكفي هذه الفتوى العامة، بل لا بد من مقابلة أهل العلم لاستقصاء الأمر وشرح المسألة.

هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015