مسؤولية المنتديات

المجيب د. خالد بن عبد الله القاسم

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /وسائل الإعلام

التاريخ 2/7/1423هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تنتشر في هذه الأيام المنتديات العربية في الإنترنت التي أعطت الفرصة للناس لكتابة آرائهم بحريه.

(1) هل المنتدى مسؤول عن الأعضاء وكتاباتهم؟ أو بالأصح هل الأعضاء رعيه وأصحاب المنتدى مسؤولون أمام الله عن كتابات الأعضاء؟

(2) جميع الأعضاء يستخدمون أسماء مستعارة، ولكن بعضهم يستخدم أسماء كافرة، فما ردكم؟

شاكرين لكم جهدكم ووفقكم الله.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

نشكر الأخ طلال على حرصه على السلامة في دينه، ونسأل الله التوفيق والسداد.

وجواباً على سؤاله عن مسؤولية المنتدى عن كتابات الأعضاء، الجواب ما يلي:

صاحب المنتدى هو راع لكل ما يكتب فيه، فهو الذي أسسه ويملك إغلاقه، كما أنه الذي يضع النظم الخاصة به، وهو قادر على نشر ما يريد وحجب ما يريد، وعليه فهو مسؤول عمَّا ينشر فيه، وهو داخل في قوله -صلى الله عليه وسلم-:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" البخاري (893) ومسلم (1829) .

وليس معنى هذا حجب الحرية في المنتديات أو أن ما ينشر يمثل صاحب المنتدى، فالحرية المفيدة يجب أن تتاح، وكثير من سبل الإصلاح والدعوة يحتاج فيها الأمر إلى بعض الحرية للرد على الشبهات والأخطاء.

فلا مانع من نشر الأعضاء شيئاً من ذلك ليرد عليها من يملك العلم، ولكن على صاحب المنتدى أن يملك زمام الأمور بتوظيف أهل العلم؛ لبيان ما يتم بيانه في المنتدى أو الرد على ما لم يتيسر له رد مناسب، وهو في هذه الحالة قد رفع الحرج عن نفسه.

وأما ترك الأمور للأعضاء ليقولوا ما يشاؤون، وينشر ذلك على الملأ مع ترك الحبل على الغارب فلا يجوز.

ونمثل بمثال لصاحب المنتدى، هل يسمح بسب رئيس الدولة ووزرائها في المنتدى؟ هل سيعفى من المسؤولية؟ أم أن مسؤوليته ترتفع إذا حجب ذلك أو رد عليه رداً مناسباً؟ فحرمات الله أعظم، و"الله أحق أن تخشاه" [الأحزاب:37] ، وكما قال -صلى الله عليه وسلم-:"إن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه" البخاري (52) ومسلم (1599) وعليه فالحرية لا شك مفيدة في جلب الرواد للمنتدى ومشاركتهم فيه، ونحن نحسن الظن بالعموم وهذا هو الأصل، ولكن مع الأخذ في الاعتبار ما ذكر سابقاً، ويجب أن يتحمل بعض الضرر في سبيل تحصيل المنفعة الأعلى، كما تفوت المنفعة الصغرى في سبيل دفع الضرر الأكبر، وهذا ما جاءت به الشريعة الإسلامية في قاعدة المصالح والمفاسد.

وعلى أصحاب المواقع أن يضعوا تقوى الله -عز وجل- قبل كل شيء، فالمسؤولية عظيمة والخطر جسيم لا سيما لما ينشر على الملأ في تلك المواقع المتاحة للجميع، فإن " من سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها" كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. مسلم (1017)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015