المجيب عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقاً
التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/فقه الدعوة
التاريخ 22/7/1422
السؤال
أكملت إحدى شركات الإنتاج السينمائي العربية فيلماً بالرسوم المتحركة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيعرض الفيلم الذي يصدر بعنوان " محمد خاتم الأنبياء " في دور السينما ويقولون إن الفيلم سيساعد على تصحيح الأفكار الخاطئة عن الإسلام.
السؤال / هل يجوز استخدام مثل هذه الآلية في مجال الدعوة؟ أفيدونا جزاكم الله خير.
الجواب
صدرت فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برقم / 4923وبتاريخ 11/7/1402هـ برئاسة الشيخ / عبد العزيز بن باز _رحمه الله _ وعضوية الشيخ / عبد الرزاق عفيفي رحمه الله
والشيخ / عبد الله بن غديان والشيخ / عبد الله بن قعود. كما صدر قرار برقم 13عن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية تمنع أن يقوم ممثلون بتمثيل أدوار الصحابة رضي الله عنهم، ونرى أنها تنطبق من باب الأولى على سؤالك. وإليك خلاصة قرار هيئة كبار العلماء:
1- إن الله سبحانه وتعالى أثنى على الصحابة وبين منزلتهم العالية ومكانتهم الرفيعة وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله تعالى لهم وأكرمهم بها.
2- أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعاً للسخرية والاستهزاء به ويتولاه أناس غالباً ليس للصلاح والتقوى والأخلاق الإسلامية مكان في حياتهم العامة، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة للكسب المادي، وأنه مهما حصل من التحفظ فسيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم بأنفس الناس وضعاً مزرياً، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم والجدل والمناقشة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
3- ما يقال من وجوه المصلحة وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، مع التحري للحقيقة، وضبط السيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه رغبة في العبرة والاتعاظ، فهذا مجرد فرض وتقدير، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع الممثلين، ورواد التمثيل وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم
4- من القواعد المقررة في الشريعة أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه فمفسدته راجحة فرعاية للمصلحة وسداً للذريعة وحفاظاً على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك.