المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/مسائل متفرقة في الآداب والسلوك والتربية
التاريخ 26/06/1426هـ
السؤال
عمري فوق الأربعين، طلقت زوجتي ولي منها أولاد، فدلني أهل الخير على أخت فاضلة يعرفون عنها كل خير، وتساعد الفقراء وتكفل الأيتام، لم يسبق لها الزواج، وعمرها فوق الثلاثين، فنصحوني أن أخطبها مخافة عليها، وبعد الدخول وجدتها ثيباً، فأخذتها إلى الطبيبة فتأكدت من ذلك، فخشيت أن أفضحها لو أفشيت الأمر لأحد، فالمرأة محمودة السيرة عند الناس وسمعتها حسنة، لها معي سنة تقريباً، فماذا أعمل، ضميري يؤنبني: هل أستر عليها؟ أخشى أن يكون هذا من الستر على امرأة مستحقة لحد من حدود الله، هي تعاملني معاملة جيدة، وأنا سعيد بها، وهي تعلم أني سترت عليها هذه الفضيحة، أفيدوني أفادكم الله.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:-
لا تُفشِ الموضوع لأحد، وعليك أن تستر عليها، فمن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، ولا مصلحة في إفشاء أمرها وفضحها، فالأمر قد وقع وانتهى، هذا إذا كانت -فعلاً- قد فقدت بكارتها بفاحشة، ثم إن الأصلح لها الآن هو الستر والصبر عليها، واستصلاحها وإشعارها بأن باب التوبة ما زال مفتوحاً أمامها، وأن خطأ الأمس يصلحه صلاح اليوم، وأن من رحمة الله بها أن رزقها من يستر عليها فينبغي أن تقابل هذه النعمة الربانية والمنحة الإلهية بالشكر والحمد والتوبة من الفواحش، ثبتنا الله وإياها على الحق. ولتعلم أن حد الزنا لا تجب إقامته إلا بإقرار الفاعل عند القاضي، أو ثبوت زناه بشهادة أربعة شهود عدول، ولا يجب على كل من زنى إذا أراد التوبة من الزنا أن يقرّ بزناه عند القاضي، بل يكفيه أن يصدق توبته، وأن يحسن فيما بقي، فمن أحسن فيما بقي، غفر له ما مضى، ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي. وفقك الله وستر عليك في الدنيا والآخرة.