المجيب د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/مسائل متفرقة في الآداب والسلوك والتربية
التاريخ 21/10/1422
السؤال
سافرت برفقة صديق إلى بلد أوروبي وكان يذهب للبار ليشرب الخمر ويقوم في الصباح ويصلي الصباح فقلت له: يا أخي إن حد علمي أن الله لا يقبل الدعاء من شارب الخمر حتى تمر 45 يوماً وهي الفترة التي يذهب بها الخمر من دم الإنسان، هذا ما كنت اعتقد إني سمعته من إحدى الإذاعات ولكن صديقي بعد فترة قال لي: إنه سأل أهل العلم وقالوا له: إن هذا الكلام لا صحة له، أرجو منكم إفادتي عن هذا الموضوع؛ لأبلغ بها صديقي هذا.
الجواب
الحديث الذي تشير إليه هو ما أخرجه الترمذي (1862) وغيره عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً " وقال الترمذي: " هذا حديث حسن "، وقد روى معناه عن عبد الله بن عمر وابن عباس -رضي الله عنهم- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، واعلم - بارك الله فيك - أن معنى عدم القبول في هذا الحديث وما أشبهه عدم الثواب، لمقارفة هذه المعصية، فالصلاة المقبولة يحصل لصاحبها الثواب وتبرأ ذمته، ومع نفي القبول تبرأ ذمته بمعنى أنه لا يجب عليه إعادتها، ولكن لا يثاب عليها الثواب المضاعف كما بين ذلك العلماء في شرح الحديث، وبهذا يتبين لك أن شارب الخمر مطالب بأداء الصلاة، ويجب عليه أداؤها في أوقاتها، فإذا أداها برئت ذمته ولكن يحرم من الثواب الذي يكتب لغيره ممن لم يشرب الخمر، وحال من شرب الخمر وصلى خير ممن يشرب الخمر ولا يصلي، ولعل صلاته أن تنهاه عن هذا المنكر، وأنصحك بأن تحرص على نصح صديقك وتحذيره من هذا المنكر وتذكر له الأحاديث الواردة في التحذير من شرب الخمر،- وسأرسلها لك مع هذا الجواب- وأن تحثه على أداء الصلاة ولا تنهاه عنها، وأن تجتهد بربطه برفقة صالحة يعينونه على الخير "ولئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم". والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.