والله تعالى يقول: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم" [محمد: 22 - 23] ، فالواجب عليكم أن تحسنوا إلى أمكم بكل ما تستطيعون من الزيارة وتقديم الهدايا، والتلطف معها بالكلام، وحسن الأدب، ولا تملوا ولو كانت هي لا تسأل عن حالكم ولا تلقي لكم بالاً، فقد أدت دورها وبقي دوركم أنتم، فقوموا بما يجب عليكم واستحوا من الله حق الحياء، والله - تعالى - يقول: "أن اشكر لي ولوالديك" [لقمان:14] ويقول: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً" [الإسراء:24] فلا بد أن تتأدبوا مع أمكم ومع أبيكم وأن تكونوا ممن يرد الإحسان بالإحسان، ولن تجزوا أمكم حقها مهما عملتم لكن من أحسن فإن الله - جل وعلا - يحفظ له حقه ورحمة الله واسعة، والله تعالى يقول: "وبالوالدين إحسانا" [البقرة:83] بلا حد ولا حجز، فالإحسان مستمر بكل أنواعه نسأل الله - تعالى - للجميع الهداية والصلاح والفلاح.