المجيب أ. د. عبد الله بن محمد الطيار
أستاذ جامعي في جامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/ أدب الحديث/مسائل متفرقة في أدب الحديث
التاريخ 12/01/1426هـ
السؤال
رأيت كثيراً بعض الناس يقول عقب الصلاة الفريضة: "تقبل الله". فيجيب الآخر: "منا ومنكم صالح الأعمال". هل هذه العادة سنة؟ هل ورد حديث يقول فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا بعد الصلوات الخمس؟ إذا كانت الإجابة: نعم، الرجاء أرسلوا لي هذا الحديث لو سمحتم. إذا كانت الإجابة: لا، أليس هذا الفعل يعتبر بدعة لقوله عليه الصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"؟ علماً بأني رجل هندي أعمل في السعودية. لم أر هذه العادة عندنا في الهند. أفيدوني أفادكم الله.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه اللفظة - تقبَّل الله- ليست سنة وليست بدعة، بل إذا قالها المسلم لأخيه لا على سبيل التعبد المستمر، بمعنى ألا يستمر بعد كل صلاة فلا حرج، ولكن الممنوع أن يداوم عليها؛ لأنه لا ينبغي التعبد لله إلا بما شرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لقوله عليه الصلاة والسلام: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" أخرجه البخاري (2697) ، ومسلم (1718) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" أخرجه أبو داود (4607) ، والترمذي (2676) ، وابن ماجه (42) .
فهنا - يا أخي الكريم- فرق بين قولها دعوة للشخص مرة أو مرتين أو ثلاثاً، لكن ليس مستمراً بعد كل صلاة، فهذا دعاء عادي لا حرج فيه؛ لأن الأصل في الدعاء المشروعية، وبين أن يحافظ عليها الشخص بعد كل صلاة ويدعو بها تعبداً لله وكأنها جزء مما يقال بعد كل صلاة، وهذا هو الممنوع، وينبغي أن تعلم - بارك الله فيك- أن بعض الأمور التي يفعلها الناس هنا مثل التحية بعد الصلاة أن ذلك من قبيل العادات وليس من قبيل العبادات، زادك الله حرصاً، ووفقك الله للهدى والصواب، ورزقنا وإياك العلم النافع، والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.