وأمَّا قول القائل: ما تستاهل هذا، أو فلان ما يستاهل، يقال في الخير والشر بأن يقال لمن أعطاه الله حظاً من مال وأهل وولد وغير ذلك، فلان ما يستاهل ذلك، أو من ابتلى بمرض أو مصيبة فلان ما يستاهل ما ابتلي به، فإطلاق هذه العبارة على هذا الوجه اعتراض على تدبير الله وتقديره الحكيم، وعلى هذا فيحرم إطلاق هذه الكلمة؛ لاشتمالها على هذا المعنى المنكر، فإنه يجب على العبد أن يرضى بقضائه -سبحانه وتعالى- ويؤمن بأن الله حكيم عليم بتدبيره لأمر عباده، فإنه يعطي ويمنع لحكمة بالغة وعلم تام، فيجب الإيمان بحكمته وعدله، واطراح الاعتراض على أقداره فإن هذا من وساوس الشيطان، نسأل الله أن يعيذنا من شر الشيطان ومكره، إنه -سبحانه وتعالى- هو العاصم من شرِّ هذا العدو المبين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.