وثالثاً: هناك بعض الألفاظ التي وردت في سؤالك يتوقف الحكم فيها على معرفة مراد القائل؛ ليحكم عليها بما يناسبها، ومن الألفاظ التي أوردتها قول القائل: (الله فوق وفلان تحت) ، وذكرت أن ذلك شرك أكبر، وهنا يقال: إن كان مراد القائل: إثبات الفوقية لله بذاته وقدره وقهره فما المحظور في ذلك؟ إذ أن ذلك هو الثابت الذي نصت عليه الأدلة الشرعية والعقلية، ومن المعلوم أن سائر المخلوقات تحت الله ودونه ذاتاً وقدراً، وقولك إن ذلك شرك أكبر غير صحيح.
ورابعاً: أنصح لك يا أخي باقتناء كتاب: (معجم المناهي اللفظية) لفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -حفظه الله- فقد أورد فيه نحواً من ألف وخمسمائة لفظ مبينة بأحكامها وما قيل فيها، وهو نافع جيداً في بابه.
وأما الحديث الذي سألت عن لفظه المتضمن نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شتم إبليس فهو حديث خرجه أبو داود في سننه كتاب الأدب باب رقم (85) ، حديث
(4982) جـ (5/260) ، بسنده عن رجل قال: كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- فعثرت دابته فقلت: تعس الشيطان فقال: "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب" وخرجه الإمام أحمد في مسنده جـ (5/79-71-365) قال ابن القيم - رحمه الله- بعد أن أورده وفي حديث آخر: "إن العبد إذا لعن الشيطان يقول: إنك لتلعن ملعناً"، ثم قال: "ومثل هذا قول القائل: أخزى الله الشيطان، وقبَّح الله الشيطان فإن ذلك كله يفرحه ويقول: علم ابن آدم أني نلته بقوتي، وذلك مما يعينه على إغوائه، ولا يفيده شيئاً، فأرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله - تعالى- ويذكر اسمه، ويستعيذ بالله منه؛ فإن ذلك أنفع له، وأغيظ للشيطان) انظر زاد المعاد جـ (2/355-356) . والله الموفق.