المجيب د. ناصر بن محمد الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/ أدب الحديث/السب والفحش
التاريخ 1/8/1424هـ
السؤال
إن أبي لا يحب العلماء ويسبهم دائماً، ويتهمهم بأكل الأموال وغير ذلك من الألفاظ التي تحرقني، ويلمز الشباب الصالحين ويبغضهم، وحاولت عدة مرات أن أبين له لكن دون جدوى. هل أكون آثماً إذا نافحت عنهم بأسلوب أبين فيه تقصيره؟ وهل أنا آثم إذا قمت من المجلس إذا تكلم بمثل هذا الكلام؟.
الجواب
لا شك أن ما ذكرته من فعل والدك -هداه الله- أمر لا يجوز، فإن الله قد حرَّم الاستطالة في أعراض المسلمين فكيف بأهل العلم فيهم؟ وما ذكرته من مناصحته وبيان خطئه بالحجة والإقناع، فاعلم أن مثل هذا يقع من عوام الناس ولا سيما بعض كبار السن، ولذا فإني لا أنصحك بالقيام من مجلسه ولا التغليظ في مخاطبته، ولا تنس أن حق الوالد عظيم فاحذر أن يستجرك الشيطان إلى عقوقه، ثم اعلم أن من المنتسبين إلى العلم وأهله فئة يصدق فيهم ما ذكره والدك، وهم بحمد الله قليل، وفيهم وفي أمثالهم نزل قول الله تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) غير أن هذا لا يجيز الوقيعة في أهل العلم كلهم، ولا في أهل الصلاة والاستقامة، بل يخص كل امرئ بجريرته وذنبه.
والمقصود أخي الكريم أن تأخذ في مناصحة والدك سبيل الرفق واللين، وأن ترشده إلى آثار أهل العلم والصلاح على عباد الله وعظيم نفعهم للخلق، إذ يكفي من فضلهم أنهم هم الهداة إلى الحق وإلى دين الله تعالى، وبهم يعرف ما يحبه الله فيؤتى وما يبغضه فيتجنب. وبالله التوفيق.