هل وصف العالم بفضيلة الشيخ يعد من التزكية

المجيب د. يوسف بن أحمد القاسم

عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/آداب المعاملة

التاريخ 18/8/1424هـ

السؤال

يقول أحد الإخوة: إن تسمية طالب العلم أو العالم بـ فضيلة الشيخ أو العالم الرباني وغير ذلك من الأوصاف هي تزكية لا تجوز، حتى لو كانت من قبيل إبداء الاحترام والتقدير، وأنها لم تكن موجودة بين الصحابة - رضي الله عنهم -، بل كانوا في مجالسهم ومراسلاتهم يتنادون بأسمائهم من غير ألقاب أو أوصاف، ما هو تعليقكم على هذا الكلام؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله وحده، وبعد:

فهذه الأوصاف المذكورة يجوز أن تطلق على سبيل التقدير، ولكن بشروط:

الأول: أن تطلق هذه الأوصاف - المشار إليها في السؤال على من هو أهل لذلك؛ فلا يطلق لفظ الشيخ على طالب العلم المبتدئ، ولا يطلق وصف العالم على طالب العلم العادي ... وهكذا، وبذلك يتحقق الصدق في إطلاق تلك الأوصاف، ويحصل الوثوق بها عند الإطلاق.

الثاني: أن لا تكون سبباً في فتنة الموصوف بها، وإلا فيجب سد هذه الذريعة، درءاً لذلك.

فإذا تحقق الشرطان، فلا أرى مانعاً من إطلاق تلك الأوصاف أو الألقاب، لأنه ما تعارف الناس عليه، وجرت عليه العادة منذ القدم من غير نكير، وهذا أمر له اعتباره عند الشارع، لا سيما وأن بعض هذه الأوصاف، كلفظ الشيخ - أصبحت لكثرة إطلاقها أشبه بالألقاب منها بالأوصاف، على أنه ينبغي العدول عند إطلاقها ما أمكن إذا كان في معرض التزكية والمدح، والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015