المجيب د. سعيد بن ناصر الغامدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/حقوق المسلم وواجباته
التاريخ 28/3/1425هـ
السؤال
شخص يدعو الله تعالى بأن يدخل جميع المسلمين الجنة، فهل هناك غلو في دعائه؛ لأن من المسلمين من يدخل النار يعذب فيها بقدر ذنوبه، وهل هناك فرق بين الدعاء للمسلمين والمؤمنين؟.
الجواب
كل من مات على الإسلام أي لم يأت بناقض اعتقادي قولي أو عملي فهو من أهل الجنة وإن دخل النار بسبب الكبائر التي مات ولم يتب منها ولم تنفعه موانع إنفاذ الوعيد، وعلى ذلك فالدعاء بالجنة لكل المسلمين صحيح، وليس من الغلو أو الاعتداء في الدعاء، والأفضل الدعاء والاستغفار لهم؛ لقوله ابن عباس - رضي الله عنهما -: " لا تصلوا صلاة على أحد إلا على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن يُدْعَى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار" رواه إسماعيل بن إسحاق في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وصححه الألباني - رحمه الله -
وإذا أطلق لفظ المسلمين والمسلمات فيشمل المؤمنين والمؤمنات، أما إذا جاء في الدعاء أو غيره لفظ المسلمين والمؤمنين فإن المراد بالمسلمين أولئك الذين أتوا بأعمال الإسلام الظاهرة كالصلاة والصيام، وإن كان إيمانهم القلبي فيه ضعف، أما المؤمن فهو الذي جمع بين حسن العمل الظاهر وصدق العمل الباطن عمل القلب؛ كما قال الله -تعالى-: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ" [الحجرات: من الآية14] ، فعندما نقول المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، فإن المراد جميع طبقات أهل الملة من السابقين المقربين والمقتصدين والظالمين أنفسهم. والله أعلم.