وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى-: (قال العلماء: معنى كونهما في النار أنهما يستحقان ذلك، ولكن أمرهما إلى الله -تعالى- إن شاء عاقبهما ثم أخرجهما من النار كسائر الموحدين، وإن شاء عفا عنهما، فلم يعاقبهما أصلاً، وقيل: هو محمول على من استحل ذلك ولا حجة فيه للخوارج، ومن قال من المعتزلة بأن أهل المعاصي مخلدون في النار؛ لأنه لا يلزم من قوله (فهما في النار) استمرار بقائهما فيها) الفتح (13/32) ، وأهل السنة والجماعة يعتقدون أنه لا يخلد في النار أحد من أهل التوحيد؛ لأدلة كثيرة منها قوله -تعالى-: "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً" [النساء:48] .
ويجوز لك أن تستغفر لصاحبك، وتدعو له بالمغفرة؛ لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما- قال: "ما زلنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا من نبينا - صلى الله عليه وسلم- يقول: " إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" [النساء:49] ، وأنه قال: "إني ادخرت دعوتي شفاعة لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة" قال: فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا، ونطقنا به، ورجوناه" رواه أبو يعلى (5813) ، وابن أبي عاصم في السنة (830) ، والطبراني في الأوسط (5942) ، والبيهقي في الاعتقاد (1/108) ، وصححه السيوطي في الدر المنثور (2/557) ، والله -تعالى- أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.