المجيب د. سليمان بن صالح الغيث
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/حقوق المسلم وواجباته
التاريخ 9/4/1424هـ
السؤال
أختي أم لطفلين يتيمين توفي والدهما، وأصغرهما عمره خمسة أشهر، والآن تعيش معي في بيتين قريبين جداً، ولكننا نختلط في المأكل والمشرب والسكن..، لكن هناك من يحرم علينا أكلهم، حتى الماء الذي نشربه حرموه بحجة أنهم أيتام ولا يجوز أكل ما يأكلون.. ما هو رأي فضيلتكم في ذلك؟ وجزيتم خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد: لا يظهر أن فيما ذكرته السائلة بأس، وليس هذا داخلاً في أكل مال اليتيم، والنهي الوارد عن أكل مال اليتيم إنما يكون في التسلط على ماله واستغلاله وصرفه في غير مصلحته، أو جحده ونحو ذلك.
أما ما ذكرته السائلة فهو مما تعارف الناس عليه؛ إذ لو قيل بحرمة ذلك لتوقف الناس عن زيارة الأيتام في بيوتهم خشية إضاءة مصباح كهربائي أو تشغيل مكيف، بل ربما يعيش الأيتام في عزلة بسبب ذلك، ومعلوم ما في هذا من الحرج، والدين يسر، ولن يشاد أحد هذا الدين إلا غلبه، وما يريد الله ليجعل علينا في الدين من حرج.
لكن أيضاً ينبغي لمن وسع الله في رزقه عند زيارته للأيتام أن يحمل معه ما يتحفهم به، ويلاطفهم به، ويعوضهم شيئاً من الحنان الذي افتقدوه.
كما أؤكد على أن الأعمال بالنيات، فمن كان في نيته من زيارة الأيتام فقط مجرد الأكل من طعامهم وأن هؤلاء أيتام يأكل في بيتهم ما يشاء دون حسيب أو رقيب فهذا يدخل في أكل أموال اليتامى.
أما إن كانت النية من الزيارة هي ملاطفتهم وتأنيسهم وإدخال الفرح والسرور لهم بهذه الزيارة ما أمكن فهذا نسأل الله - جل وعلا - أن يجزيه على أجر نيته، وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد.