هذا كلام الأئمة والسلف في الغناء في وقتهم، فكيف لو رأوا غناء أهل هذا الزمان!! الذي إن لم يتضمن مجوناً وعشقاً تضمن شركاً وكفراً!! وأقل أحواله أن تصاحبه آلات العزف المحرمة وأداؤه من نساء أجنبيات قد كشفن عن عوراتهن وتزين بكل زينة مع تكسر في الحركات وخضوع بالقول وترنم في العبارات، فكيف يجرؤ عاقلاً على إباحته، قال العلام ابن القيم - رحمه الله -: ومن مكايد عدو الله ومصايده - أي الشيطان - سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة، الذي يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى.
وقال: رحمه الله وأكثر ما يورث عشق الصور، واستحسان الفواحش، وإدمانه يثقل القرآن على القلب، ويكرهه إلى سماعه.
فإذا كان كذلك فلا ريب أن كل غيور يجنب أهله سماع الغناء، كما يجنبهن أسباب الريب، ومن طرق أهله إلى سماع رقية الزنا فهو أعلم بالإثم الذي يستحقه.
وبهذا يعلم حرمة الغناء ولو لم يكن فيه إلا هذه المفاسد لحكم العاقل بتحريمه، فكيف وقد جاءت النصوص بذلك.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، هذا ما تيسَّر نقله ومن طلب الزيادة فعليه بكتاب إغاثة اللهفان لابن القيم.