المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/مسائل متفرقة
التاريخ 4/6/1425هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد وقفت الأيام الماضية على حديث ورد في السلسة الصحيحة للشيخ الألباني -رحمه الله- المجلد الثاني تحت رقم 788 حديث عن الطيرة والتشاؤم، وهذا متن الحديث (لا عدوى ولا طيرة, وإنما الشؤم في ثلاثة: المرأة والفرس والدار"، وحسب علمي -البسيط جداً- أنه لا طيرة في الإسلام، والسؤال هنا ما الفرق بين الطيرة والتشاؤم؟ وما هو تفسير هذا الحديث؟ وكيف يكون التشاؤم من هذه الثلاثة؟ نريد توضيحاً مفصلاً بارك الله فيكم لهذا الحديث. جزاكم الله كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد:
الطيرة مأخوذة من زجر الطير، وكان العرب يزجرون الطير والوحش ويثيرونها، فما تيامن منها، أي أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحاجاتهم، وما تياسر منها، أي أخذت ذات الشمال تشاءموا بها ورجعوا عن سفرهم وحاجتهم، فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم، ثم استعملوا التطير في كل شيء فتطيروا من الأعور والأبتر وغيرهما.
وأما الفأل، فمعناه التفاؤل مثل أن يكون رجل مريضاً، فيتفاءل بما يسمع من كلام مثل أن يسمع آخر يقول: يا سالم، أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول: يا واجد، فيقع في ظنه أنه يبرأ من مرضه ويجد ضالته، وقد خص الشرع الطيرة بما يسوء، والفأل بما يسر، وفسر النبي صلى الله عليه وسلم الفأل بالكلمة الصالحة والحسنة والطيبة.
وقد دلت الأحاديث على نفي الطيرة وتحريمها وبطلانها، وأنها من الشرك لما فيها من تعلق القلب بغير الله ومنافاة التوكل، واعتقاد أنها مؤثرة في جلب النفع ودفع الضر، ففي الصحيحين [البخاري ح (5754) ، ومسلم ح (2223) ] من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا طيرة وخيرها الفأل " قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: " الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم ".
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الطيرة شرك، الطيرة شرك ثلاثاً " أخرجه أبو داود ح (3411) ، وأما حديث: " لا عدوى ولا طيرة, وإنما الشؤم في ثلاثة: المرأة والفرس والدار"- فقد أخرجه البخاري ح (5772) ، ومسلم ح (2225) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما -، وفي رواية للبخاري ح (5753) : " والشؤم في ثلاث: في المرأة والدار والدابة "، وفي رواية أخرى [البخاري ح (2858) ، ومسلم ح (2225) ] : " إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس والمرأة والدار "، وفي رواية لمسلم: " إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس والمسكن والمرأة "، وفي رواية أخرى لمسلم: " إن يكن من الشؤم شيء حق ففي الفرس والمرأة والدار ".
- وأخرجه البخاري ح (2859) ومسلم ح (2226) من حديث سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن كان في شيء ففي المرأة والفرس والمسكن "