المجيب د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
عضو البحث العلمي بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/ استشارات دعوية/أفكار دعوية
التاريخ 26/7/1424هـ
السؤال
فضيلة الشيخ/ شخص هولندي غير مسلم، درس الإسلام واقتنع بالمبادئ العامة للإسلام وهو مصمم على اعتناقه، لكنه يجد صعوبة في تقبل بعض الأحكام الشرعية الجزئية، بالضبط الأحكام المتعلقة بالحدود الشرعية، مثل قطع يد السارق ورجم الزاني مثلاً، كذلك يصعب عليه تفهُّم أن الزوج يجوز له الشرع أن يضرب زوجته أحياناً فهو يقول إنه في حيرة من أمره، فإذا نطق بالشهادتين فسيكون في رأيه منافقاً لأنه لا يقبل أحكام الحدود، وهذا لا يريده لنفسه، وفي الوقت نفسه فإنه يريد أن يشهر إسلامه في أقرب وقت، شاورني في هذا الأمر، إلا أنني لا أجد نفسي في مستوى الإجابة على هذا السؤال، لهذا قررت أن أضعه بين أيديكم، فأفيدونا حفظكم الله في أسرع وقت ممكن، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
ينبغي أن تشير على هذا الشخص بالمبادرة إلى اعتناق الإسلام حتى ولو وجد في نفسه نوع مضض وكرهاً لبعض المسائل، فإن الكاره ليس كالمكره وهو إذا دخل في الإسلام وصلى ودعا وعمل الصالحات زاد إيمانه، وشرح الله صدره لفهم مقاصد الشريعة، وزال عنه ما يجد من التردد وعدم التقبل إن شاء الله.
وأما قوله أنه لو أشهر إسلامه مع هذا الحرج الذي يجد في صدره فإنه يكون منافقاً، فغير دقيق، إذ المنافق هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر، وهذا الشخص قد اقتنع بأصول الإسلام، ولكن بحكم حداثته بالكفر لم يتفهم بعض المسائل، ويعزم على مزيد التدبر والنظر الذي سيوصله بإذن الله إلى القناعة والقبول والرضا ولو ترك هكذا، دون إسلام، فربما يسبق إليه الموت فيموت على الكفر الصراح، قبل أن يتحقق مما أشكل عليه، فلأن يموت ناقص الإيمان خير من أن يموت كافراً، والله أعلم.