المجيب د. خالد بن سعود الحليبي
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء
التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
التاريخ 15/9/1424هـ
السؤال
أنا موظفة في أحد القطاعات الحكومية وبعض زميلاتي التي أجالسهن عندهن بعض المعاصي الكبيرة مثل نمص الحواجب والتهاون في الصلاة ولبس الملابس الغير محتشمة وقد قمت بمناصحتهن على إستحياء ولم يكن له أي تأثير يذكر عليهن هذا وهن يعلمن حرمة ما يفعلنه هل علي أثم بمجالستهن والأكل معهن وماذا أفعل هل أنا ممن قال الله تعالى فيهم "كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"
الجواب
الحمد لله، وبعد: إن كنت تعلمين أنك إذا بقيت معهن - خلال العمل فقط - سوف يكون لك تأثير عليهن، بالنصيحة وإهداء الأشرطة النافعة والكتب الموجهة للدعوة، فاستمري على حذر شديد من أن يؤثرن عليك، فليس هناك أحد معصوم من الفتنة من الأحياء وإن كنت تعلمين ألا سبيل إلى ذلك؛ لمانع الحياء الذي تذكرين، أو غيره، فإنه لا يجوز أن يجالس الإنسان أهل المنكر بعد أن يأمرهم وينهاههم، ثم لا يأتمرون ولا يتناهون، فإن جلوسك معهم ربما فهموا منه إقراراك له وربما ضعف تأثيرك عليهم لكونهم يرون أنهم استمروا في معاصيهم، ومع ذلك فلم يغير ذلك من الأمر شيء تجاه صداقتهم معك احرصي على أن تشعريهم أن عدم مجالستك لهم لاستمرارهم على المنكر وحسب، وإلا فإنك لا تكرهينهن لأشخاصهن، وإنما لعملهن فقط.. وأظهري لهن حب الخير لهن، وحرصك عليهن بل صارحيهن بأنك تتألمين كثيراً حين ترينهن على هذه الحال، وأكثري لهن من الدعاء لعل الله أن يكتب هدايتهن على يديك، وفقك الله وسددك وثبتنا وإياك على هداه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله.