مداهنة أم حكمة؟

المجيب أ. د. ناصر بن عبد الكريم العقل

أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/فقه الدعوة

التاريخ 17/06/1426هـ

السؤال

لي صديق عمه شيخ طريقة صوفية ولدى صديقي الرغبة في أن يكون داعية لله، وهو لا يقتنع بمعتقداتهم ولا يجاريهم في طقوسها، إلا أنه يحتك بهم ويجاملهم، ويحاول تجميع مادة إسلامية من منهج أهل السنة والجماعة، وينشرها من خلال عمه وزاويته؛ لأنه يتردَّد عليها الكثير، وله قريب يحرضه على أن يتركهم نهائياً، وأن عمله الدعوي هذا بالرغم من أن مادته من منهج أهل السنة والجماعة إلا أنه لا يجوز أن ينشر من خلالهم، ولا يجوز التعامل معهم ومجاملتهم حتى وإن سبب ذلك حساسيات مع عمه بالرغم من أن صديقي له قرابة عشرين سنة ولم يتأثر بمنهج الصوفية ولله الحمد، بل خلال هذه الفترة -وبفضل الله- استطاع أن يؤثر في بعضهم من خلال هذا المنهج، وبدون أن يخلق حساسيات ومحاربة له.

وأخيراً: هل يجب على صديقي ترك الاحتكاك بهم والدعوة من خلالهم، علماً أن مَنْ يحاول الدعوة من غير طريقهم سيحارب من الدولة؛ لأنه في بلد -للأسف- تحارب الدعاة من أهل السنة والجماعة.

الجواب

صديقك هذا إن كان يداهن إلى حد يلبس الحق بالباطل، ويرتكب البدع أو يؤيدها دون ضرورة معتبرة شرعاً، فأرى أن يبتعد عن ذلك ويدعه بحكمة.

وإن كان ما يفعله لا يوقعه في شيء من ذلك (وهو الظاهر من السؤال) فعمله مناسب، والمجاملة والمداراة في ذلك -ما دام يحقق مصلحة- لا حرج فيها، ولعل هذا نوع من الحكمة والتسديد والمقاربة كما هي القاعدة التي نص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "سدِّدوا وقاربوا" أخرجه البخاري (39) ، ومسلم (2818) . والرفق بقوله -صلى الله عليه وسلم-: " ما كان الرفق في شيء إلا زانة ... " أخرجه أحمد (13530) . وفَّق الله الجميع لكل خير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015