المجيب د. علي بن عمر با دحدح
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة
التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/فقه الدعوة
التاريخ 18/4/1424هـ
السؤال
ما الواجب عليّ القيام به في حالة أن عدداً من أقاربي يمتلكون الأطباق الفضائية (الدش) ، وقد نصحتهم مراراً وتكراراً ويجيبون بالاطلاع على الأخبار العالمية، فما هو الواجب القيام به مع العلم أن أقاربي أكبر مني سناً؟.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن مما جد في حياة الناس اليوم أمر القنوات الفضائية وتكاثرها في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة، ففي دراسة علمية أعدها اتحاد إذاعات الدول العربية نشرت في ربيع الأول 1423هـ حيث ذكرت هذه الدراسة أن عدد القنوات الفضائية العربية العاملة حتى ذلك التاريخ يربو على (196) قناة حكومية وخاصة، منها (57) قناة متنوعة البرامج، (65) قناة متخصصة على النحو التالي: (13) قناة تخصصت في البرامج التعليمية والثقافية، (12) قناة تخصصت في البرامج الإخبارية والأعمال الدرامية، (12) قناة تقدم كل ما يتعلق بالسينما، (11) قناة تقدم الموسيقى والأغاني، (6) قنوات تهتم ببرامج الأطفال والرياضة، وجاء في الإحصائية أن (78) قناة تبث على نظام البث المفتوح، في حين يصل عدد القنوات التي تعتمد البث المشفر إلى (59) .
ومن فوائد القنوات الفضائية ما توفره من المتابعة الإخبارية الفورية للأحداث في كل وقت، وفي كل مكان، وكذلك ما تقدمه بعض هذه القنوات من برامج شرعية كالدروس واللقاءات مع بعض العلماء، وما تقدمه أيضاً من برامج علمية متنوعة وتاريخية وثقافية وتعليمية دراسية، وغير ذلك من البرامج المفيدة.
ولكن هناك أيضاً سلبيات كبيرة في إدخال هذه القنوات الفضائية على المسلم وعلى أسرته وأبنائه ومن أهم هذه الأضرار:
(1) الاستماع إلى شبهات متعلقة بدين الله تعالى في مجال الاعتقاد أو التشريع أو المنهج الأخلاقي، أو في شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو في نقلة سنته من الصحابة -رضي الله عنهم - وغير ذلك، حيث يتاح المجال في كثير من هذه القنوات لغير المسلمين من اليهود والنصارى، وكذلك للعلمانيين والمبتدعة من رافضة وصوفية وغيرهم، والعقلانيين والمنحرفين والمنتكسين وغير هؤلاء ليقولوا ما شاؤوا.
والتعلق في هذا السياق بالانفتاح ومبدأ ضرورة الحوار، ونحو ذلك مقبول حين يكون الإطار العام الذي تعرض من خلاله الأفكار في دائرة ثوابت الإسلام وأصول السنة.
(2) الدعوة إلى التشبه بالكفرة وأهل الفسق والانحراف من خلال تقديمهم في صورة احتفالية تشف بالانبهار والإعجاب بهم، ووضعهم في موضع القدوات، وإظهارهم لذلك في كثير من البرامج والتغطيات، بل وحتى في الإعلانات الدعائية، ولعل من المعلوم أن كثيراً من برامج هذه القنوات أجنبي المنشأ أصلاً، حتى أوصل بعضهم نسبة الأجنبي من هذه البرامج إلى نسبة 75% من مجمل البرامج.
(3) نشر الحرام وترويجه من العري والتفسخ، والتفنن في تصوير العلاقات المحرمة وهدم قيم الحياء والعفاف والطهر، ولا تكاد تسلم قناة من ذلك.