يمارس الدعوة سراً بغير اسمه

المجيب د. طارق بن عبد الرحمن الحواس

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/صفات الداعي ووظائفه

التاريخ 16/4/1424هـ

السؤال

هل أنا كاذب؟ لقد بدأت منذ سنوات طويلة العمل بدعوة إلى الله بسرية كاملة لدرجة لا أحد يعلم إلا اثنان أو ثلاثة فقط. وكنت أوزع الأعمال في جميع مناطق البلاد باسم معين لا أريد أن أذكره، اشتهر هذا الاسم وبدأ يسطع، ولضيق الحالة المادية كنت أعمل أعمالاً دينية لبعض المراكز والجمعيات الإسلامية. اعتقد البعض أن هناك مجموعة من الدعاة تعمل بهذا الاسم الذي قد يكون كمركز إسلامي صغير، ولكن في الحقيقة لا يوجد إلا أنا وحدي يعمل هذه الأعمال الدينية ويفكر ويخطط، ولكن عندما يسألني البعض من هم هؤلاء الذين يعملون هذه الأعمال؟ أقول: مجموعة شباب ويصر البعض، وأنا أقول مجموعة شباب. ثم أسمي أسماء مثل أحمد وغيره من الأسماء. من يجمع المال؟ أقول: فلان وهكذا. أين تجتمعون؟ أقول: في بيت أحد الشباب. وكثير من الأسئلة مثل ذلك تدور من شخص إلى شخص. فهل أنا كاذب؟ وهل أقول الحقيقة أم أسكت؟

الجواب

السلام عليكم وبعد:

شكراً لك على مراسلتك لنا على موقع الإسلام اليوم، ونرجو الله لك التوفيق والسداد، كما نسأل الله أن يكتب لك أجر جهدك في الدعوة إلى الله، ويجعل ذلك في موازين حسناتك، ويصيرك مفتاحاً للخير دائماً وأبداً، ومثلك تحتاج الأمة إلى أمثاله كثير، فواصل في الدعوة، وأر الله من نفسك خيراً.

أما ما سألت عنه فهذا يرجع إلى مقدار الضرر بذكرك لمن يقوم بتلك الأعمال على وجه الحقيقة، فإن كان هناك ضرر عظيم سيحصل من جراء ذلك؛ ففي المعاريض مندوحة، كأن تقول: فعله عبد الله أو عبد الرحمن أو عبد اللطيف وأمثالها من الأسماء التي في عبد، لأنك داخل فيها لا محالة، ولو كان اسمك الحقيقي غير هذا، وبهذا تدفع ما خفت منه من الرياء أو الضر عن الآخرين، أما إذا كنت لا تخاف على نفسك من الرياء ولا من الآخرين فلا حاجة لمثل هذا، لأن الله يقول "إن تبدوا الصدقات فنعما هي" [البقرة: 271] ، فقد يكون من المصلحة ذكر الفاعل للاقتداء ونشر الفضيلة، أما إذا كنت تخاف على نفسك من الرياء وتريد العمل يكون أخلص فقد تكون في غنية أن تتكلم أصلا، ولو فرضنا من سأل، فبإمكانك أن توري كما أشرت آنفا، وبالتالي لا يحل لك الكذب في مثل هذه الأحوال. والله يوفقك ويفتح عليك والسلام عليكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015