المجيب أ. د. بكر بن زكي عوض
أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر
التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/شمول رسالة الإسلام وعمومها
التاريخ 18/01/1426هـ
السؤال
لماذا يمنع أهل الأديان الأخرى من الدعوة إلى دينهم في البلدان الإسلامية, بينما يسمح للمسلمين بالدعوة إلى الإسلام في البلاد الغربية؟
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الإسلام لا يدعو إلى اتباع فرد بعينه، بل يدعو الناس جميعاً إلى الإيمان بخالق هذا الكون، واتباع تعاليمه التي جاء بها محمد عليه الصلاة السلام، ويوجب على أتباعه أن يؤمنوا بموسى وعيسى وسائر الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام-، مع وجوب إيمانهم بالتوراة والإنجيل الموحى بهما إلى موسى وعيسى عليهما السلام.
وأما غير المسلمين فإن أساس دعوتهم الكفر بعيسى ومحمد-صلى الله عليه وسلم- إن كان الداعي يهودياً، والكفر بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وتكذيبه، وإنكار كتابه إن كان الداعي نصرانياً.
علماً بأن الإسلام أثبت لموسى وعيسى -عليهما السلام- كل فضل وصفة محمودة، وخلق كريم، ونفى عنهما كل مذمة أو عيب، بينما يلصق اليهود بعيسى ومحمد-صلى الله عليه وسلم- كل نقيصة ومثلبة، ويلصق النصارى بمحمد -عليه الصلاة والسلام- كل مذمة، فكيف نأذن بنشر الفساد العقدي في ديار الإسلام، إن لكل دولة قانون سيادة، وإن قانون السيادة في الدولة الإسلامية توحيد الله والإيمان بسائر الرسل، والتسليم بأصول الكتب السابقة وبهيمنة القرآن عليها؛ فاتباع غير المسلم للإسلام فيه إضافة وتصحيح عقدي له، واتباع المسلم لغير الإسلام فيه كفر بدينه واتباع لعقائد فاسدة وباطلة. والله أعلم.