المجيب د. خالد بن علي المشيقح
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/المواريث
التاريخ 10/03/1426هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
سؤالي: توفي والدنا قبل ثلاثة عشر عامًا، وخلف -رحمه الله- ثروة كبيرة من نقد وعقار، وقد قمنا بتوكيل الأخ الأكبر لجمع الديون وبيع العقار، وطلب نسبة 5% على جمع الدين ووافقنا على ذلك، وقام بتوزيع النقد، أما العقار فحتى الآن يرفض بيعه؛ بحجة أنه أعرف منا، وأن العقار تزداد قيمته بمرور الأيام. رغم إلحاحنا عليه. آمل من فضيلتكم أن تبين لنا الحكم في ذلك. حفظكم الله.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الميت إذا مات فإن ماله ينتقل لورثته، وللورثة كامل التصرف في أموالهم ما داموا راشدين بالغين عاقلين يحسنون التصرف في أموالهم، ولا يجوز لأحد أن يحجر عليهم بأن يمنعهم من التصرف في أموالهم أو بيعها والاستفادة منها، ومثل هذا العمل من هذا الأخ محرم، فلا يجوز له أن يمنع إخوانه حقوقهم من مال مورثهم، ويجب عليه أن يقسم المال بينهم وكل يتصرف في حقه بالبيع أو التوفير أو غير ذلك حسب ما يريد، ومنعه إياهم هذا ظلم والظلم محرم والله -عز وجل- يقول في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا". أخرجه مسلم (2577) .
والأدلة على تحريم الظلم كثيرة، فالواجب -كما تقدم- أن يقسم بينهم وكل يتصرف في حقه، وما لا يمكن قسمته فإنه يباع، وتقسم الدراهم فيما بينهم.