المجيب أ. د. سليمان بن فهد العيسى
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ قضايا المرأة /لباس المرأة وحجابها وعورتها
التاريخ 26/09/1426هـ
السؤال
ما حكم لبس الفستان الذي به ذيل طويل من الخلف؟ وهل تدخل من تلبسه في الحديث: "من جر ثوبه خيلاء ... " مع العلم أنه منتشر بين النساء في الأعراس؟.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلا بأس بلبس المرأة للفستان الذي به ذيل، والذي يستعمل غالباً في الأعراس، لكن بشروط، أهمها:
الشرط الأول: عدم التشبه بالكافرات والفاسقات، فيجب مخالفتهن في ألبستهن.
الشرط الثاني: ألا تلبس أو تتزين بما تريد أن تشتهر به، فقد روى أحمد (5664) وأبو داود (4029) وابن ماجة (3607) وغيرهم بإسناد حسن عن ابن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعاً: "من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً"، والحديث عام للرجال والنساء، وفي العرس وغيره.
الشرط الثالث: عدم إطالة الثوب والفستان، فالسنة أن اللباس لا يزيد عن الذراع لأجل الستر فقد روى النسائي (5336) والترمذي (1731) وصححه عن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كم تجر المرأة من ذيلها؟ قال: "يرخين شبراً"، فقالت: إذاً تنكشف أقدامهن؟ قال: "فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه".
الشرط الرابع: ألا يصحبها في هيئتها الكبر والعجب، فيحرم على العروس وغيرها ذلك، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء" صحيح البخاري (5783) ، وصحيح مسلم (2085) .
وهنا يأتي الجواب عما جاء في آخر السؤال، وهو: هل تدخل من تلبسه في الحديث "من جر ثوبه خيلاء"؟ فنقول: نعم تدخل؛ فقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/270) على هذا الحديث فـ (مَنْ) يتناول الرجال والنساء في الوعيد المذكور على هذا الفعل المخصوص، وقد فهمت ذلك أم سلمة -رضي الله عنها- ثم ذكر الحديث المذكور آنفاً في الشرط الثالث، والذي رواه النسائي والترمذي.
وإنني بهذه المناسبة أقول: عرس المرأة لا يعني عدم التزامها بشريعة الله في زينتها، وعليها شكر هذه النعمة بامتثال طاعته في لباسها ومظهرها. والله أعلم.