المجيب د. صالح بن عبد العزيز التويجري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ استشارات اجتماعية/مشكلات أسرية
التاريخ 01/08/1425هـ
السؤال
حصلت بيني وبين زوجتي مشكلة بسبب خلافها مع أهلي، وأخذتها إلى بيت أهلها ثم أحسست بالذنب والتقصير في حق زوجتي، وعرضت عليها أن أفتح بيتاً لنا، لكن أهلها طلبوا بيتاً مكتملاً، وأنا إمكانياتي بسيطة ومع هذا قررت أن أنفذها؛ لأني أشعر بأن هذا من حقها؛ لكن زوجتي وأهلها رفضوا ذلك مطلقاً، وأخبرتني زوجتي أنها لا تريدني مع العلم أني لبَّيتُ لها جميع طلباتها، وهي الآن تطلب الطلاق، ولم أعرف سبب طلبها لكني عرفت من شخصٍ هم أرسلوه وكيلاً لكي يفاتحني بأمر الطلاق، وبحسب قوله إنه لا يسعى إلى الطلاق لكن يسعى إلى الصلح، أخبرني أن والدة زوجتي وزوجتي ذهبتا إلى رجل (ليقرأ على زوجتي، وأخبرهم بأن زوجتي بها سحر، وأن من عمل لها السحر هي والدتي، وقد أخذ منهم مبلغ خمسين ألف ريال) ، وهذا السبب الرئيسي لطلب زوجتي الطلاق، مع العلم أنها حامل وفي شهرها الخامس، وأنا والله لا أريد طلاقها حباً فيها، وفي الطفل الذي في بطنها، لكنها مصرة على الطلاق، مع العلم أن أمي إنسانة مستقيمة وتقية. سؤالي:
(1) ما حكم الشرع في مشكلتي؟.
(2) ما حكم طلب زوجتي شرعاً؟ هل علي تنفيذ طلبها؟ وما حكم الذي في بطنها شرعاً من ناحية الحضانة، وإن كانت هي التي طلبت الطلاق.
(3) ما الأحكام الشرعية في الدين في هذه المسألة؟.
(4) هل أطلقها؟.
(5) أو هل أدعها معلقة كما نصحني أكثر من شخص؟
(6) وما رأيكم في الرجل الذي ذهبت إليه بتحريض من أمها؟.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) حكم الشرع في مشكلتك بحسب ما اشتملت عليه من أمور فليس الحكم فيها واحد، وهي كأي مشكلة اجتماعية لا غرابة في حدوثها، ولكن التعامل معها هو الذي يحتاج إلى حديث.
(2) حكم طلب زوجتك الطلاق شرعاً جائز، لكن يحق لك طلب ما دفعت من المهر.
(3) موضوع الحضانة: المسألة يرجع فيها إلى المحاكم الشرعية، ولا يحسم الأمر فيها فتوى عامة.
(4) لا تدعها معلقة بل اعمل جهدك في إرجاعها وإمساكها بالمعروف، أو فارقها بالمعروف.
(5) ذهابهم إلى الساحر أو الكاهن -وإن سمي بالراقي-، وهو قد أخبرهم بأن والدتك سحرتها محرم، وكلامه كذب وإفساد، ولا يجوز الالتفات إليه ولا تصديقه، ولا العمل بموجب كلامه.
(6) الرأي في مسألتكم إذا كنت ترغب في زوجتك وهي ترغب فيك، فيجب إبعاد الأطراف التي تدخلت في القضية، والتفاهم على قدر الحياة التي في وسعك تحقيقها من حيث السكن والنفقة، والتعايش حسب الظروف الممكنة، فهذا أنفع لكم ولأولادكم، وإذا تعذر الإرجاع والتفاهم فعليك الصبر، والاحتساب، والمطالبة بحقك الذي دفعت، مع دوام التواصل بين الأسرة بالخلق الحسن لما بينكم من الذرية، وتجنب صور الانتقام التي تتضرر بها المرأة. والله -تعالى- يغني كلاً من سعته، والله أعلم.