المجيب د. محمد بن عبد العزيز المبارك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/أحكام المولود
التاريخ 05/07/1425هـ
السؤال
ما حكم ولد الزنا؟ وما الواجب تجاه المسئول عن ذلك من الرجل والأنثى؟ وما النظر الصحيح لولد الزنا، وهل وردت أحاديث في ذمه؟.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ابن الزنا لم يقترف ذنبا، وإنما اقترف الذنب أبواه؛ وكل نفس بما كسبت رهينة، وينبه إلى أن ما جاء من أحاديث في ذم ولد الزنا فإن أكثرها ضعيف لا يصح.
وأما ما روى أبو داود في سننه (3963) ، وأحمد في مسنده (7751) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ولد الزنى شر الثلاثة " فقد وجه العلماء الحديث بعدة توجيهات، أشهرها: ما قاله سفيان الثوري: بأنه شرّ الثلاثة إذا عمل بعمل والديه. ويؤيده ما جاء عند الحاكم في المستدرك (4/112) من حديث عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ليس على ولد الزنى من وزر أبويه شيء "ولا تزر وازرة وزر أخرى" [الأنعام:164] . وقال بعض أهل العلم: الحديث محمول على أن غالب أولاد الزنا يكون فيهم شر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولد الزنا إن آمن وعمل صالحا دخل الجنة، وإلا جوزي بعمله كما يجازى غيره، والجزاء على الأعمال لا على النسب، وإنما يذم ولد الزنا؛ لأنه مظنة أن يعمل عملاً خبيثاً كما يقع كثيرا". والله أعلم.