المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ النكاح/الأحكام المتعلقة بالخطبة
التاريخ 25/9/1422
السؤال
تعرفت إلى فتاة من خلال الدراسة، وقد طلبت منها أن أقابلها في مكان عام حتى أسلمها هدية بمناسبة ما، ولكنها طلبت مني أن أقابلها في منزل أهلها وبينهم، فوجهت لي الدعوة للذهاب إلى منزلهم، وقالت لي: إنهم بانتظاري يوم الخميس القادم، فهل أذهب أم لا؟ علماً أنني لم أختلي بها قط، بل أحرص كل الحرص على عدم مقابلتها سوى ذلك الطلب، كما أن كل هذه الحوارات بيني وبينها كانت عبر البريد الإلكتروني، هل أذهب؟
الجواب
حسناً فعلت حينما حرصت ألا تقابلها سوى ذلك الطلب، وأحسن من ذلك حذرك من الخلوة بها، وكونُ الحوارات قد دارت بينكما عبر البريد الإلكتروني، وحسناً فعلت هي حينما أبت المقابلة إلا في بيتها وبحضور أهلها، ولا أدري ما الغرض من زيارتها في بيت أهلها، هل هو توثيق الصداقة أو خطبتها من وليها! فإن كانت الأولى، أي: قصد توثيق الصلة والصداقة، فلا ينبغي لك ذلك؛ لأن اتخاذ الصديقات - وإن كان عن حسن نية - قد يجر إلى التساهل في المحرمات، والوقوع فيما لا تحمد عقباه، والشيطان لا ييأس من إضلال العبد، وله نفس طويل، ومكر شديد في إغواء العبد والتسويل له بالمعصية.
فحذار أن تسترسل فيما وقع منك، وعليك أن تجتنب محادثة النساء إلا ما تقتضيه الحاجة غير المتوهَّمة، لا سيما وأنت -كما يفهم من كلامك - تدرس في مدرسة أو كلية مختلطة.
والحاجة إذا كانت قد اضطرتك إلى الدراسة في كلية مختلطة، فيجب أن تقدر الحاجة بقدرها، كما نص على ذلك أهل العلم، وإن كانت الأخرى (أي: قصد خطبتها من وليها) فهو أمر مشروع لا شك في جوازه. على أنني أنصحك بما نصح به رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبه، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك " رواه الخاري (5090) ومسلم (1466) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وعليك أن تستخير الله -سبحانه- فتصلي صلاة الاستخارة عسى الله أن يخير لك ما فيه الخيرة لك في الدنيا والآخرة. والله أعلم.