الزواج بمن لها علاقات سابقة

المجيب محمد بن سليمان المسعود

القاضي بالمحكمة الكبرى بجدة

التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ النكاح/الكفاءة في النكاح

التاريخ 08/10/1425هـ

السؤال

سألني صديق لي عن رأيي بمسألة شائكة وحساسة، ولعظم السؤال؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المستشار مؤتمن". ولقلة علمي- والله المستعان- آثرت أن أوجه السؤال لكم جزاكم الله خيرًا؛ لعلي أجد الجواب الشافي الكافي، ولقد عرفت أن السؤال طرح في منتدى من منتديات الإنترنت، فأرجو منكم الإجابة، وجزاكم الله خيرًا، السؤال هو: هل أوافق بأن أتزوج فتاة، أو أحب فتاة بقصد الزواج، وأنا أعلم أن لها علاقة سابقة، سواء كانت علاقة حب جادة، أو حتى مغامرة عاطفية غير جادة؟

الجواب

الحمد لله تعالى وحده، وبعد:

فإن الله تعالى- أمر بالنكاح ورغب فيه؛ وذلك لما فيه من مصالح شرعية دينية، وفوائد دنيوية حاصلة، لكن لابد أن تكون من المحصنات، وهن العفيفات؛ كما قال تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) [المائدة: من الآية5] . وقوله تعالى: (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [النور:3] . ولذلك فالواجب على الأخ السائل اختيار المرأة العفيفة؛ لأنه غدًا ستكون فراشًا له وأمًّا لأولاده، ولا بد أن تكون أم أولادك امرأة حافظة لعرضها، وإذا كانت غير عفيفة فلا تؤمن على ذلك في نفسها، أو أولادك، والله الموفق. لكن إن علمت أنها تابت وصلح حالها، وثبت لديك هذا الأمر، فلا مانع من خطبتها والتزوج بها. والله الموفق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015