المجيب د. حمد بن إبراهيم الحيدري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ المعاملات/مسائل متفرقة
التاريخ 24/09/1425هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي قريبة إذا ذهبت أو سافرت تعطيني مفاتيح الخزنة كي أصرف على البيت -والحمد لله، كنت أقوم بواجبي على أكمل وجه، وذات يوم وجدت ظرفين على كل ظرف اسم أحد أقربائها (يدفعون بالراتب إليها لتحفظها لهم) فدفعني الفضول إلى فتحهما، فوجدت المال وعددته، واختلط المال بعضه ببعضه فوضعت النقود المختلطة بالظروف وذهبت، وبعد ذلك بأشهر قالت لي: إن فلانًا يقول إنني سارقة ولم أدفع له حقه كاملاً. وحصل بسبب ذلك تقاطع، والآن أنا نادمة على ذلك، ولا أعلم كيف أرد له حقه، علمًا أن ذلك حدث منذ أكثر من 20 سنة، وكل الشخصين حصل على وظيفة مرموقة وسكن بمدينة خارج مدينتنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالذي يظهر من سؤالك أنكِ لم تأخذي شيئًا، وإنما أخرجت النقود من الظرفين، فاختلطت ببعضها، وأنتِ تجهلين كم يحتوي كل ظرف، فوضعتِ في كل ظرف نقودًا ورددتها إلى مكانها، وتبين لأحد الرجلين نقص نقوده، فاتهم قريبتك بالسرقة، وهي في الحقيقة لم تسرق وإنما ذهبت بعض نقوده إلى ظرف آخر، وهي لا تعلم السبب، وفعلك هو السبب، وبناء على ذلك يجب عليك أن تسعي في إزالة آثار هذا الخطأ، وذلك بأن توصلي حقيقة الأمر إلى الشخص الذي ذهب عليه بعض نقوده، إما أن ترسلي له ثقة من الرجال أو ثقة من النساء تخبره بالواقع وتطلب منه أن يجعلك في حِلّ، وإما أن تكتبي له رسالة سريَّة بذلك؛ ولعله أن يعفو بعد هذه المدة ويترك المقاطعة، وكذلك خطؤك جرّ على قريبتك ضررًا وتهمة، فإن استطعت أن تخبريها وتطلبي منها السماح، ولا تخشي في ذلك ضررًا أكبر من موجدة أو قطيعة رحم فافعلي، وإن خشيت ضررًا ومفسدة أكبر، أو كانت توفيت فأكثري من الدعاء والاستغفار لها ولنفسك، وأما الرجل فإن لم يجعلك في حل فيلزمك أن تضمني له نقوده؛ لأنك السبب في ذهابها عليه، وأشكرك على ندمك وإحساسك بخطئك وسؤالك عما يكفره. وفقك الله تعالى، ويسر أمرك وغفر لنا ولكِ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.