المجيب أ. د. سليمان بن فهد العيسى
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/شروح حديثية
التاريخ 14/9/1424هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ورد في خطبة الوداع قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "وإن ربا الجاهلية موضوع ... وأول ما أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب" ماذا يقصد بربا العباس أو ما هو ربا العباس الذي ألغاه النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ أسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فالجواب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال في الحديث المذكور"وإن ربا الجاهلية موضوع كله وأول ربا أضع ربانا ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله" مسلم (1218) ، قال النووي في شرحه لهذا الحديث في هذه الجملة إبطال أفعال الجاهلية وبيوعها، وقوله في الربا إنه موضوع كله، معناه الزائد على رأس المال، كما قال تعالى "وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم" [البقرة: 275] ، وهذا الذي ذكرته إيضاحاً، وإلا فالمقصود مفهوم من نفس لفظ الحديث، لأن الربا هو الزيادة، فإذا وضع الربا فمعناه وضع الزيادة، والمراد بالوضع الرد والإبطال، انتهى كلامه -رحمه الله- قلت وربا العباس الذي ألغاه الرسول - صلى الله عليه وسلم- هو من ربا الجاهلية الذي قال فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم- "وإن ربا الجاهلية موضوع كله" (سبق تخريجه) ، والربا إذا وضع يبقى رأس المال لمالكه، كما قال تعالى: "وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون" (سبق تخريجها) ، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.