المجيب هاني بن عبد الله الجبير
قاضي بمحكمة مكة المكرمة
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/شروح حديثية
التاريخ 5/1/1424هـ
السؤال
بخصوص حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-:"أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين" ما المقصود بأمتي؟ وهل تشمل في عصرنا هذا المسلم والكافر؟ ولماذا الستين والسبعين؟ ولماذا يعمر الأوروبيون؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
فهذا الحديث رواه أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك" وهو حديث صحيح أخرجه الترمذي
(3550) ، وابن ماجة (4236) ، وابن حبان (2/96) ، والحاكم (2/427) ، وقد حسّن إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري (11/244) ، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وللحديث شاهد من حديث أنس نحوه إلا أنه قال:"وأقلهم الذين يبلغون الثمانين" أخرجه أبو يعلى (5/283) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (757) ، والمراد بالأمة في الحديث أمة الدعوة فشمل المسلم والكافر.
والمراد بالستين والسبعين إما أن العقد على طريقة من يلغي الكسر بين العقود فيقول: لمن كان عمره خمسة وستين عمره ستون، أو أن السبعين انتهاء الغاية.
وأما لماذا فهذا قدر الله تعالى الذي كتبه على عباده لا يسأل عما يفعل وهم يُسألون، وقد التمس بعضهم حكمة لذلك أن تقل الأعمار فيسهل الحساب (فيض القدير للمناوي
(2/11) .
وأما الأوروبيون فإن متوسط أعمارهم لا يتجاوز إلى الثمانين فآخر تقرير لمتوسط الأعمار في البلدان المتقدمة أنه بين السبعين والست وسبعين حسب ما صدر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف (وضع الأطفال في العالم صـ88) ، وهذا مصداق للحديث على الاعتبار الأول الذي دلت عليه رواية أنس. ولو زاد متوسط الأعمار عن ذلك -كما تشير إليه بعض الدراسات نظراً للتحسن المطرد في مستوى الخدمات الصحية- فهذا لا يعارض الحديث أيضاً إذ هم من القلة التي تجوز السن المذكور وتبقى أمم أخرى لا تصل إليه من الحاضرة مع قرون كثيرة ماضية، وفق الله الجميع لهداه، وصلى الله على محمد وآله.