المجيب عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها
التاريخ 29/9/1424هـ
السؤال
ما صحة حديث من قام ليلتي العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب؟
الجواب
هذا الحديث رواه ابن ماجه ح (1782) من طريق بقية بن الوليد، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلتي العيدين، لم يمت قلبه
يوم تموت القلوب".
وفي سنده بقية بن الوليد، وهو وإن كان ثقة، إلا أنه يدلس ويكثر من ذلك عن الضعفاء
والمتروكين، وهو هنا لم يصرح بالسماع، وقد رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق عمر بن هارون، عن ثور به، إلا أنه جعله من مسند عبادة بن الصامت.
وعمر بن هارون هذا، لا يبعد ـ والله أعلم ـ أن يكون هو شيخ بقية بن الوليد في الحديث السابق، واختلاف مخرج الحديث من سوء حفظه، بل قال عنه ابن مهدي، وأحمد، والنسائي: متروك، وكذبه ابن معين وصالح بن محمد البغدادي ـ كما في "الميزان" 3/228،وقد صحح الإمام الدارقطني وقف هذا الحديث على مكحول، كما ذكره ابن حجر في "التلخيص" 2/80.
والحديث بلا شك فيه نكارة من جهة المتن أيضاً، فإن من المقطوع به أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحي ليلة النحر في حجته، بل قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في سياق حجته صلى الله عليه وسلم في زاد المعاد 2/ 247: "ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيد شيء ".
وخلاصة القول أن هذا الحديث ضعيف جداً إن لم يكن موضوعاً، وقد ورد نحو هذا الحديث
حديثان موضوعان، فينظر السلسلة الضعيفة رقم (520،522) .
ومع ذلك، فمن كانت عادته قيام الليل، فإن إحياءه لليل جرياً على عادته لا إشكال في
جواز عمله؛ وإنما المقصود بهذا الحديث من يعمد إلى إحيائها اتكاءا على هذا الحديث الضعيف جداً، والله أعلم.