يقرضهم على نضج زرعهم

المجيب د. خالد بن علي المشيقح

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

المعاملات/ البيوع/البيوع المنهي عنها

التاريخ 20/3/1425هـ

السؤال

أعمل في تجارة الحبوب، ويأتيني المزارعون في طلب الأموال لحين نضج زرعهم، وبعضهم يشترط على نفسه أن يعطيني بسماحة نفس حبوبه بأقل من السعر في وقت حصاده بعض الشيء، فهل هذا حلال أم حرام؟ -وجزاكم الله خيراً-.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:

الطريق الصحيح في هذا هو طريق السَّلم، وذلك بأن تعطيهم مالاً على أن يعطوك كذا وكذا من الزرع، فتتفق أنت وإياهم على أن تعطيهم كذا وكذا من النقود، على أن يعطوك كذا وكذا، من الزروع حتى ولو كانت هذه الزروع زائدة على ما يشترى به بهذه النقود، ولو كان هذا الزرع حاضراً هذا هو الطريق الصحيح؛ لحديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أسلف في شيء فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم إلى أجل معلوم" رواه البخاري (2241) ومسلم (1604) ، وأما كونك تعقد على زروع معينه لم يبد صلاحها وتشتريها منهم فنقول بأن هذا محرم ولا يجوز؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- "نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه" رواه البخاري (1487) ومسلم (1536) من حديث جابر - رضي الله عنه - وفي لفظ "نهى عن بيع الحب حتى يشتد" رواه أبو داود (3371) والترمذي (1228) وابن ماجة (2217) من حديث أنس - رضي الله عنه -. ولكن عليك العقد على قدر معين من الحبوب مقدر بنوعه وكيله أو وزنه يسلمونه لك مقابل المال الذي تدفعه. والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015