انحسار الفرات عن جبل من ذهب

المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها

التاريخ 18/3/1424هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل تعد المعركة القائمة الآن -في العراق الجريح- مصداقاً لما في حديث الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - فيما معناه (سيتقاتل على جبل من ذهب إلى تسعة وتسعين) ... إلى آخر الحديث؟ خصوصاً أن الدول المحاربة الآن كثيرة، وكذلك الدول الأخرى التي أرسلت القوات، أو التي أيدت أمريكا وبريطانيا هل هي بداية لذلك؟ وجزاكم الله خيراً وأحسن إليكم ورفع منزلتكم في الدنيا والآخرة، والسلام عليكم.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

أقول وبالله التوفيق:

صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو" أخرجه البخاري (2894) ومسلم (2895) ، واللفظ له.

فهذا الحديث واضح منه أن هذا الذي يقتتل عليه هو معدن صلب يكون كالجبل، بل قد سماه النبي صلى الله عليه وسلم ذهباً، فهو الذهب المعروف، ولا يصح حمله على النفط.

أما متى سيقع ذلك؟ فالله أعلم؛ إلا أننا نجزم أنه سيقع كما أخبر الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- في مستقبل الزمان، الذي قد يكون قريباً وقد يكون بعيداً.

وهنا أحذر من التعجل وعدم التثبت في تنزيل أحاديث الفتن وأشراط الساعة والملاحم على الواقع، كما أنني أحذر من تعطيل معانيها وعدم الاستفادة منها في تصور المستقبل، أو تفسير الواقع إذا كانت تتعلق بالواقع يقيناً. والله أعلم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015