المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
الجهاد ومعاملة الكفار/مسائل متفرقة في الجهاد ومعاملة الكفار
التاريخ 28/1/1424هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد من فضيلتكم توضيح أمر في العقيدة وهو علاقتنا باليهود والنصارى، فهناك من يقول بأن عداءنا لليهود مرتبط بفلسطين فمتى ما تحررت انتهى العداء، ويقولون بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قد دمعت عينه على جنازة نصراني لأن نفساً انفلتت منه إلى النار، وأنه لابد أن ننظر إليهم برحمة ومودة، فيكف نجمع بين الرحمة والبغض والموالاة؟ وما هو المعيار الذي نستعمله لضبط علاقتنا بهم؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد..
فالعداوة مع اليهود مستمرة منذ بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى مقاتلة المسلمين لهم آخر الزمان مع عيسى بن مريم - عليه السلام- وهم مع المسيح الدجال، الذي يسير معه سبعون ألفاً من يهود أصبهان، وهذه القضية محسومة بنص - القرآن الكريم- في العديد من الآيات، منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ" [البقرة: من الآية120] ، وهذا التعبير يدل على الاستمرارية في العداوة. وقال تعالى: "وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا" [البقرة: من الآية217] ، ولا يزال من أدوات الاستمرار، وقال تعالى: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا" [المائدة: من الآية82] ، وغيرها من الآيات الكثيرة.